امرأة سافر زوجها، فنذرت أن تصوم ثلاثة أشهر متتابعة عند عودته، وأن تذبح ثلاث ذبائح، وبعد عودته من السفر لم تفِ بالنذر، ومضى الآن ما يقارب السنة، ونظراً لظروفها ورعاية أطفالها لم تستطع صوم ثلاثة أشهر متتابعة ولا أن تذبح الذبائح، وسؤالها: ماذا عليها أن تفعل
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: فالواجب على هذه الناذرة الوفاء بنذرها من الصوم، والذبائح؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)، وقد مدح الموفين بالنذر فقال سبحانه: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا) (7) سورة الإنسان. وذلك من صفات أهل الإيمان والتقوى، الوفاء بنذر الطاعة، فعليها أن تصوم ثلاثة أشهر متتابعة وعليها أن تذبح ثلاث ذبائح عند القدرة، والشيء في ذمتها، يبقى في ذمتها، حتى تقدر، فإذا قدرت للذبائح ذبحتها، ولو متفرقة، كل وقت واحدة، توزع للفقراء والمحاويج، ومتى استطاعت الصوم تصوم في الوقت الذي تستطيع، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها، يقول سبحانه: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (16) سورة التغابن. فإذا استطاعت الصيام صامت، وإلا فيبقى في ذمتها معلقاً إلى أن تقدر، وهكذا الذبائح، ونوصي الناذرة وغيرها بعدم العودة إلى النذر، الذي نذر لا ينبغي يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( لا تنذروا فإن النذر لا يرد من قدر الله شيء، وإنما يستخرج به من البخيل)، فالوصية للجميع، لجميع من يستمع لهذا البرنامج الوصية للجميع عدم النذر، بجميع أشكاله، النذر لا يرد قدراً ولا يأتي بخير، ولكن يستخرج من البخيل. لكن من نذر طاعةً لله فليوف بنذره، من نذر أن يطيع الله فليطعه. وفق الله الجميع.