أرجو أن توضحوا عقوبة تارك الصلاة وهو مؤمن بوجوبها، وأن توضحوا لنا -عافاكم الله- فضل صلاة الفجر وعقوبة من لم يؤدها في وقتها؟ جزاكم الله خيراً
من ترك الصلاة فعقوبته هو القتل، يستتاب فإن تاب وإلا قتل، قال الله سبحانه: فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ (5) سورة التوبة، فدل على من لا يقيم الصلاة لا يخلى سبيله،بل يقتل يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وقال عليه الصلاة والسلام: (إن نهيت عن قتل المصلين) فالمصلي لا يقتل إذا استقام، أما من ترك الصلاة فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا وجب قتله مرتداً على أصح القولين، وعند جماعة من أهل العلم لا يكون مرتداً ولكن يكون قتله حداً، إذا قلنا بأن قلنا أن تركها ليس بكفر أكبر إذا كان يقر بوجوبها ولا يجحدها، والصواب: أنه يقتل كفراً إذا كان تاركاً لها، يستتاب فإن تاب وإلا قتل كفراً، لا حداً، ويبعد جداً أن يكون يقر بوجوبها ثم يصر على عدم فعلها حتى يقتل! هذا بعيد جداً، فالمقصود أنه يقتل كفراً مطلقاً، ما دام أبى أن يصلي وأستتيب وأبى فإنه يقتل كفراً، نسأل الله العافية، لا يرثه المسلمون، سواء كانت الصلاة فجراً أو ظهراً أو عصراً أو مغرباً أو عشاء، والفجر لها شأن خاص، لأنه يتكاسل عنها المنافقون، وقد جاء فيها أحاديث كثيرة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر)، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً، وقال عليه الصلاة والسلام: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته، فإنه إن طلب من شيء من ذمته يدركه ثم يكبه في النار)، فالصلاة لها شأن عظيم، سواء كانت صبحاً أو ظهراً أو عصراً أو مغرباً أو عشاءً، ولكن للصبح خصائص لأنها تكون في آخر الليل عند حلاوة النوم في الصيف وعند شدة البرد في الشتاء، فربما تثاقل عنها الكسالى وتشبهوا بأهل النفاق، فجاء فيها تأكيد يجب على المؤمن أن يعتني بها حتى يتباعد عن مشابهة المنافقين، ولا يجوز له تركها حتى تطلع الشمس، كما يفعل بعض الناس يصليها إذا قام إلى العمل! هذا منكر عظيم وشر مستطيل، يجب على صاحبها أن يتقي الله وأن يصليها في الوقت مع المسلمين في جماعة المسلمين في مساجد الله، ومن علم بهذا وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل!! لأن تركها حتى يخرج وقتها منكر عظيم، بل كفر عند جمع من أهل العلم، إذا تعمد ذلك، نسأل الله للجميع الهداية والسلامة.