ما حكم أكل ذبيحة من لا يصلي، أو الذي نشك هل يصلي أم لا؟ وكيف نتصرف معهم إذا دُعينا إلى ذبائحهم أكثر من مرة؟
من يدَّعي الإسلام تؤكل ذبيحته، من هو معروف بالإسلام ويتسمى بالإسلام وينسب إلى الإسلام ما عرف عنه مكفِّر، تؤكل ذبيحته، أما من عرف أنه لا يصلي فلا تؤكل ذبيحته، ولا تجاب دعوته، بل يهجر حتى يتوب إلى الله عز وجل، وإذا كنت تشك فالأصل أنه يصلي، هذا هو الأصل في المسلم، فذبيحته حلال ما دمت تشك في ذلك، أما إذا علمت يقيناً أنه لا يصلي فإنه يستحق الهجر، ولا تؤكل ذبيحته، ولا تجاب دعوته، بل يجب على ولي الأمر أن يستتيبه فإن تاب وإلا قتل كافراً، نسأل الله العافية، إذا رفع الأمر إلى ولي الأمر أو إلى المحكمة يجب أن يستتاب فإن تاب وصلى وإلا وجب قتله مرتداً، نسأل الله العافية؛ لقول الله جل وعلا: فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ (5) سورة التوبة، فدل على أن من لم يتب من الشرك لا يُخلى سبيله، وهكذا من لم يتب من ترك الصلاة لا يخلى سبيله، وهكذا من ترك الزكاة لا يخلى سبيله، بل يطالب، لكن من ترك الصلاة يقتل كافراً، أما من ترك الصلاة يطالب يجبر بإخراج الزكاة ولا يكفر بذلك؛ لأدلة أخرى، وهكذا من استمر على الشرك يستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتداً، نسأل الله العافية، ولما ارتد العرب في عهد الصديق -رضي الله عنه- قاتلهم حتى رجع من رجع إلى الإسلام وحتى قتل من قتل على الردة، فالمرتد الذي يترك الإسلام يترك توحيد الله أو الإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم- أو يترك الصلاة يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً، أما من ترك الزكاة فإن قاتل دونها يقاتل أيضاً ويكون كافراً إذا قاتل دونها، فإن قتاله دون الزكاة دليلٌ على كفره وإنكاره وجوبها، أما إذا لم يسلمها ولكن ما جحد وجوبها ولا قاتل دونها فإنه يجبر عليها تؤخذ منه ويجبر عليها ويكون عاصياً بذلك، وأمره إلى الله جل وعلا، إن مات على ذلك فأمره إلى الله، وإن تابَ تاب الله عليه؛ لأنه صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يوم القيامة يؤتى بالرجل الذي لا يؤدي الزكاة فيعذب بماله الذي تركه لم يؤد زكاته، يعذب بإبله وبقره وغنمه التي لم يزكها، ثم يرى سبيله بعد هذا إما إلى الجنة وإما إلى النار)، فدل على أنه لا يكفر بذلك، إذا كان ما جحد وجوبها بل هو معرضٌ لدخول النار، لكن من قاتل دونها فقد قاتلهم الصحابة الصديق والصحابة قاتلوهم قتال المرتدين؛ لأن قتالهم دون الزكاة دليل على إنكارهم لها وإنكارهم لوجوبها؛ ولهذا عوملوا معاملة الكفار، نسأل الله العافية.