مستور حامد عبد الله السواط، بعث يسأل ويقول: قال - صلى الله عليه وسلم -: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ، اشرحوا لنا هذا الحديث جزاكم الله خيراً؟
هذا الحديث صحيح وواقع، كثير من الناس مغبون في صحته وفراغه، والمعنى أنه لا يستغل صحته في طاعة الله ولا فيما ينفعه في الدنيا والآخرة ولا يأمر فراغه فيما ينفعه، بل فراغه ضائع وصحته ضائعة في أشياء تافهة أو في النوم ونحوه ليس له عمل في صحته يرضي به ربه، أو ينفع به الأمة ولو في فراغه، فصحته ضائعة وفراغه ضائع، فالواجب على المؤمن أن يعتني بهذه النعمة العظيمة، فيأمر صحته في طاعة الله وأداء ما أوجب الله عليه، وترك ما حرم الله عليه، فيحرص على كل خير، من تسبيح وتهليل وتحميد، وتكبير وعيادة المريض والمساعدة على الخير، وأمر بمعروف ونهي عن منكر وصلة رحم، زيارة إخوان في الله، إلى غير هذا من وجوه الخير، وهكذا فراغه الأوقات التي فيها الخير يعمرها بالصلاة، بقراءة القرآن بطلب العلم لا تضيع عليه فرصة الفراغ، هكذا المؤمن وهكذا البصير، يحفظ أوقاته ويحفظ فراغه ويحفظ صحته، فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، والله المستعان.