عندما أقرأ القرآن أكون متوضئة وضوءاً كاملاً وأكون جالسة، ولكن في بعض الأحيان آوي إلى الفراش عندما أشعر بالتعب من الجلوس، وأقرأ وأنا مستلقية في الفراش، هل علي إثم في ذلك؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فليس هناك مانع من قراءة القرآن قائماً وقاعداً ومضطجعاً، كما قال الله جل وعلا في كتابه الكريم: الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، ويدخل في الذكر قراءة القرآن، فهو أعظم الذكر والوضوء لقراءة القرآن أمر مستحب وليس بفرض، فيجوز لمن كان على غير وضوء أن يقرأ القرآن عن ظهر قلب، إلا أن يكون جنباً فلا يقرأ حتى يغتسل، ولا مانع من قراءة القرآن حال جلوسه وقيامه واضطجاعه على جنب أو مستلقياً وهكذا لا بأس أن يقرأه ماشياً كل ذلك لا حرج فيه، وليس له أن يقرأه من المصحف إلا عن طهارة، ليس له أن يقرأ من المصحف إلا أن يكون على طهارة، لما ثبت في حديث عمرو بن حزم رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه كتب إلى أهل اليمن ألا يمس القرآن إلا طاهر، وهو كالإجماع بين أهل العلم، لأنه لا بد من الطهارة لمن أراد قراءة القرآن من المصحف، الطهارة الصغرى، أما الجنب فلا يقرأ مطلقاً حتى يغتسل، لا من المصحف ولا عن ظهر قلب، أما الحائض فاختلف العلماء فيها هل تقرأ أم لا تقرأ؟ بعض أهل العلم ألحقها بالجنب، وقال ليس لها القراءة حتى تغتسل، لأنها حدثها أكبر ولا بد فيها من الغسل أي بعد الطهارة، وجماعة آخرون من أهل العلم قالوا: لاحرج عليها في القراءة عن ظهر قلب؛ لأن حدثها ليس كالجنب بل مدتها تطول وهكذا النفساء، فلا يجوز أن يقاس على الجنب، وهذا هو الصواب أن لها أن تقرأ عن ظهر لأنها ليست كالجنب، بسبب طول المدة، ولها مس القرآن من وراء حائل عند الحاجة، كالقفازين لمراجعة الآية ونحوها، وفق الله الجميع.