أختكم في الله ليلى محمد عبد السلام العجمي، الأخت ليلى في أحد أسئلتها تقول: أقرأ القرآن الكريم للحفظ، فهل يجوز أن أقرأ وأنا في أيام عذري؟
الصواب أنه لا حرج، اختلف العلماء في هذا رحمة الله عليهم، فمنهم من منع الحائض والنفساء من القراءة عن ظهر قلب، وقاسمها على الجنب، وقال: كما أن الجنب لا يقرأ حتى يغتسل فهكذا الحائض والنفساء لا تقرأن حتى تغتسلا، بجامع أن كلاً منهم عليه حدث أكبر وعليه غسل، وقال آخرون من أهل العلم: لا يصح القياس، لأن الحائض والنفساء مدتهما تطول بخلاف الجنب، فمدته قصيرة، فلا يصلح أن يكون هذا فرعاً لهذا، ولهذا الصواب أنه لا بأس أن تقرأ عن ظهر قلب، لطول المدة ولعدم الدليل المانع. أما حديث الذي رواه الترمذي وجماعة أنه - صلى الله عليه وسلم -قال: (لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيء من القرآن)، فهو حديث ضعيف عند أهل العلم، لأنه من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين، وهو ضعيف في روايته عنهم، ولأنه - صلى الله عليه وسلم-، أمر عائشة لما حاضت في حجة الوداع، قال: (افعلي ما يفعل الحاج، غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري)، ولم يمنعها من القرآن، ما قال: ولا تقرأي، والحاج يقرأ القرآن، فدل أنه لا حرج عليها أن تقرأ القرآن، عن ظهر قلب، من دون مس المصحف، وهكذا النفساء من باب أولى لأن مدتها أطول، وقد تحتاج إلى ذلك أيضاً لكونها معلمة أو طالبة، فلا حرج في ذلك هذا هو الصواب.