أحيانا يقول العلماء: سيحدث كسوف أو خسوف يوم كذا، شهر كذا، في منطقة كذا، الساعة كذا، ويتحقق ما يقولون، هل هذا من العلم بالغيب أم لا؟
ليس التحدث عن وقت الخسوف أو الكسوف من علم بالغيب، بل هذا يدرك بالحساب، كثير من أصحاب الفلك يعرفون هذا الشيء بمراقبة سير الشمس والقمر في منازلهما فإذا صارت الشمس في منـزلة معينة أو القمر قد عرفوا بالحساب أنها تكسف بإذن الله في ذلك الوقت، فهذا يدرك بالحساب وليس من علم الغيب بل هذا حساب دقيق يعرفه أصحاب الفلك في سير الشمس والقمر، بل يدركون ذلك وقد يغلطون قد يغلطون في بعض الأحيان وقد يصيبون قال أبو العباس -رحمه الله-: إن أخبارهم من جنس أخبار بني إسرائيل، لا تصدق لا تكذب، فقد يقولون: إنه يكسف في كذا أو تكسف الشمس في كذا ثم لا يقع، وقد يقع ذلك ويكون قد ضبطوا الحساب ويكون قد وقع ذلك. فالحاصل أن أخبارهم قد يعتريها خطأ وغلط، فلا يصدقون ولا يكذبون ولكن ينظر فيما أخبروا عنه فإن وقع الكسوف شرع للناس ذكر الله عند الكسوف واستغفاره والصلاة صلاة الكسوف والصدقة وإعتاق الرقاب وذكر الله وتكبيره سبحانه وتعالى؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: أمر بذلك، قال: (إذا رأيتموه فافزعوا إلى ذكر الله ودعاؤه واستغفاره)، إذا رأيتموه فصلوا وادعوا وأمر بالتكبير وأمر بالإعتاق: إعتاق الرقاب، وهذا كله سنة ومشروع وثابت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، أما أخبار الحسابين فإنها ليس من علم الغيب، لكنها تخطئ وتصيب قد يغلطون قد يصيبون.