أشكو لكم حال والدي أثناء قيادته لسيارته، فإنه عندما تتعرض له سيارة من السيارات بخطأ أو غيره يقوم بسبه وشتمه وغير ذلك، حتى اللعان له نصيب من ذلك، فنطلب من سماحتكم توجيه نصيحة له لعله يستمع لسماحتكم؟
نوصي الإخوان جميعاً بالحلم والصبر والتحمل والرفق بسوق السيارة، وتحري أسباب السلامة، وإذا تعدى عليه أحد فنوصيه بالرفق والحلم والصبر والتفهم مع المتعدي، فقد يكون مغلوباً على أمره وليس باختياره، فنوصي الجميع بالحلم والكلام الطيب وحل المشاكل بالأسلوب الحسن، هذه الوصية للجميع، لأن الله - سبحانه وتعالى – أحب من عباده ذلك، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (البر حسن الخلق). ويقول جل وعلا: إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ(128) سورة النحل، ويقول جل وعلا: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) سورة الشورى، ويقول - سبحانه وتعالى -: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ (126) سورة النحل، ويقول: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ (127) سورة النحل، فالمؤمن يتحرى الخير ويتحرى الصبر، ويتعلم المجازاة بالمعروف، (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)، يتحرى الخير، يتحلى بالصبر، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لكن الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، فالمحسن والمجازي على السيئة بالحسنة هذا له درجةٌ عظيمة وفضلٌ كبير، فالله جل وعلا يحب من عباده أن يتناصحوا وأن يتواصوا بالحق، و أن يصبروا وأن يتعاملوا بالرفق والعفو والإحسان والجود والكرم والصلح، كما قال تعالى:وَالصُّلْحُ خَيْرٌ (128) سورة النساء، وقال:وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(195) سورة البقرة.