عندما تقام الصلاة ويصل المؤذن إلى آخر كلمات الإقامة وهي: لا إله إلا الله، أرى بعض المصلين يقبض أصابع يده اليمنى ويرفع السبابة، كذلك أثناء خطبة الجمعة، أو أثناء حلقات العلم إذا ردد الإمام أو الخطيب كلمة لا إله إلا الله أرى كثيراً من الناس يرفعون سبابة اليد
لا أعلم شيئاً في هذا، ولا أحفظ أنه ورد عنه شيء في هذا عليه الصلاة والسلام، وإنما ورد الإِشارة بالسبابة في التشهدين، التشهد الأول والتشهد الأخير، كان يرفع سبابته عليه الصلاة والسلام إشارة للتوحيد، وأما بعد الفراغ من الذكر، من الأذان والإقامة فلا أحفظ شيئاً في هذا، إلا أنه صلى الله عليه وسلم شرع للناس أن يجيبوا المؤذن والمقيم، وأن يقولوا بعد الأذان وبعد الإقامة يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقولون: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدٍ الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته)، وقال فيمن فرغ من الوضوء: (من قال حين يفرغ من الوضوء: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء)، زاد الترمذي رحمه الله: (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المطَّهِّرين)، وهذا بإسناد صحيح، فهو يشرع أن يقول ذلك بعد الوضوء: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين). جاء في رواية: (ثم يرفع نظره إلى السماء) لكن لا أحفظ في شيءٍ من الروايات الإشارة بالسبابة في هذا ولا بعد الإقامة ولا عند الدخول في الصلاة، إنما هذا في التشهُّدين، كان يشير بأصبعه السبابة في التشهد الأول وفي التشهد الأخير -عليه الصلاة والسلام-.