بتـــــاريخ : 3/23/2011 4:29:24 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 854 0


    الحال التي ينبغي أن يكون عليها المسلم

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

    كلمات مفتاحية  :

     

    بالزر الأيمن ثم حفظ باسم

    أخونا يصف بعض أحوال المسلمين في رمضان خاصة، فيقول: إن البعض منهم يسهر حتى منتصف الليل ثم يتناول الطعام وينام، فإذا ما أذن الفجر استيقظ وشرب ماءً وربما شرب شيئاً محرماً واتجه إلى الصلاة، والحال كذلك بالنسبة للإفطار؛ فهو يُفطر على بعض المباحات وقد يخلطها ببعض المحرمات، ويرجو من سماحة الشيخ أن يتفضل بتنبيه المسلمين على الحال الأفضل الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم؟ جزاكم الله خيراً.


    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن أهتدى بهداه، أما بعد: فلا شك أن الله -عز وجل- لا يرضى لعباده أن يتناولوا ما حرم عليهم، بل قد حرم عليهم أشياء ونهاهم عن تناولها، وأباح لهم أشياء وأمرهم بتناولها، فالواجب على المؤمن أن يتقي الله فيما يأتي ويذر، كما يشرع له أن يتحرى الأمر المشروع في صيامه وقيامه وسائر حركاته وسكناته، فالسُنة للمؤمن في هذا الشهر الكريم أن يعمره بطاعة الله، وأن يحفظ أوقاته للمنافسة في الخير والمسارعة إلى الطاعات: من الصلاة، والصدقات، وقراءة القرآن، والتسبيح، والتهليل، والتحميد، والتكبير، والاستغفار، وعيادة المريض، والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ونحو هذا من وجوه الخير، هكذا ينبغي للمؤمن أن يعمر هذه الأوقات الشريفة في طاعة الله والمنافسة فيما يرضيه -سبحانه وتعالى-، والحذر مما يجرح صومه من معاصي الله، ولهذا يقول -عليه الصلاة والسلام- (الصيام جنة) يعني ستر، أي سترة وحرز من النار، يعني لو صان هذا الصيام وحفظه، ولهذا في اللفظ الآخر (الصيام جنة أحدكم من النار كجنته من القتال)، (الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخب، فأن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم) ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة من أن يدع طعامه شرابه)، هذا يبين لنا أن المقصود حفظ الجوارح عن محارم الله: من الغيبة والنميمة والكذب والأيمان الفاجرة والدعاوى الباطلة والسب والشتم وغير هذا من الأقوال الضالة وهكذا الأفعال المحرمة: كالسرقة والخيانة والزنا وغير هذا مما حرم الله، يصون جوارحه ليلاً ونهاراً عن كل ماحرم الله، ويستعملها في طاعة الله ورسوله، دائماً دائماً ولكن في هذا الشهر الكريم تكون العناية أكثر، تكون العناية بما شرع الله أكثر، ويكون الحذر مما حرم الله أكثر، ويشرع له أن يبادر بالإفطار إذا غابت الشمس؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الإفطار)، وقوله -عليه الصلاة والسلام- يقول الله -عز وجل-: (أحب عبادي إلي أعجلهم فطراً)، والسنة أن يفطر على مباح، لا على حرام: كالتمر والماء وسائر ما أباح الله، والأفضل على التمر، أو الرطب إن تيسر الرطب، فإن لم يتيسر فالتمر، فإن لم يتيسر فالماء، وليحذر كل الحذر أن يفطر بما حرم الله من المسكرات أو التدخين أو القات، ليحذر ماحرم الله، فليكن فطره على ما أباح الله وما شرع من الطعام الطيب والشراب الطيب. أما إفطاره على ماحرم الله من مسكرات، والمخدرات والتدخين والقات، هذا شيء يجب الحذر منه، ولا يختم صيامه بهذه القاذورات وهكذا في السحور، السنة يؤخر السحور، لا يتسحر في وسط الليل، فالسنة أن يتأخر في السحور إقتداءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام- فإنه كان يتسحر في آخر الليل قرب الأذان -عليه الصلاة والسلام-، وفي الصحيحين عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: تسحرنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، فقال له أنس: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية، وفي لفظ آخر: كم بين السحور والصلاة، قال قدر خمسين آية. والمعنى بين الأذان الذي هو دخول وقت الصلاة وبين السحور ما بين السحور أي التسحر قدر خمسين آية، وهذا يقارب خمس دقائق أو عشر دقائق، هذا يدل على أن التأخير أفضل وهو أقوى للصائم وأنشط له على العمل بالنهار، فالسنة التبكير بالإفطار بعد غروب الشمس، والتأخير للسحور، ولهذا في بعض الروايات عن سهل -رضي الله عنه-: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور) هكذا جاء مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تسحروا فإن في السحور بركة)، متفق على صحته. والسُحور بالضم: هو التسحر هو الأكل الذي آخر الليل، والسَحور بالفتح هو ما يؤكل يُقال: السَحور، من تمر أو طعام آخر، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (فصل بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) أخرجه مسلم في الصحيح، هذا يبين لنا أن الفصل بين صيام المسلمين وبين صيام اليهود والنصارى هو التسحر، والمعنى أن ترك ذلك يكون فيه مشابهه لليهود والنصارى، فمن يأكل السحور في وسط الليل خالف السنة، وشابه أهل الكتاب، والمؤمن لا يليق به ذلك، الواجب عليه أن يتحرى ماشرعه الله، وما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كل شيء، وأن يبتعد عما يخالف ذلك، ثم نومه بعد ذلك قد يكون وسيلة إلى نومه عن الصلاة صلاة الفجر، ثم إذا قام عند الأذان قد يكون ....... السحر قبل الأذان أو يشرب بعد الأذان فيعرض صومه للبطلان، قد يكون صومه بعد ماطلع الفجر فيكون صومه باطلاً، فالواجب أن يحذر، وأن يكون أكله قبل طلوع الفجر، فلا يتساهل في هذه الأمور، والصواب أنه من أكل بعد الفجر ثم بان له أنه أكل في النهار فإنه يقضي هذا هو المحتمل هذا هو الأرجح، وهكذا لو أفطر قبل غروب الشمس ثم عرف أنه أفطر قبل غروب الشمس عليه أن يقضي، لكونه أفطر جزءاً من النهار بغير حق، فالحاصل أنه ينبغي للمؤمن أن يكون سحوره أن يكون تسحر الأكل في آخر الليل قبيل الفجر، حتى يكون نشيطاً يخرج إلى الصلاة، ويصلي مع المسلمين وهو نشيط، ولا يعرض صومه للأكل بعد الصبح، ولا يعرض أيضاً صلاته للذهاب والفوات في وقتها أو مع الجماعة ومع ذلك إذا أكل آخر الليل شابه الرسول، وسلم مشابه أهل الكتاب، نسأل الله لنا التوفيق والهداية.


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()