عندما يدعو الإنسان بدعاء في ظهر الغيب بشر على أشخاص أو فئة معينة، سواء كانوا أهلين لهذا الدعاء أم لا، فهل يقع عليه حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما قال ما معناه: كلما دعا المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب فله ملك موكل خاص يقول: آمين ولك بالمثل. هل يشمله دعاء الشر؟
لا يدخل في هذا دعاء الشر، لأنك لا تعين على الشر، إنما تعين على الخير، هذا إذا دعا له بخير، دعا له بالتوفيق، دعا له بالهداية، دعا له بالغنى، دعا له بالمغفرة، فالملك الموكل يقول : آمين ولك بالمثل، لأنه محسن، والمحسن يستحق أن يدعى له، أما الذي يدعو على غيره فهو ظالم، فلا يستحق أن يعان، ولا يؤمن على دعائه، والمشروع للمؤمن أن يتقي الله – جل وعلا - وأن يحذر ، وأن تكون دعواته فيما ينفعه أو فيما ينفع المسلمين، أما أن يدعو على الناس فيما يضرهم فلا يجوز له، وإذا كان مظلوماً ففي إمكانه أن يطلب القصاص ممن ظلمه من الجهات المسؤولة، وإذا دعا عليه بقدر مظلمته لا يضره ذلك، إذا دعا عليه بقدر مظلمته، قال الله - جل وعلا -: لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ [(148) سورة النساء]. لكن لو ترك الدعاء عليه كان ثوابه أكثر يوم القيامة، وإن اشتكاه إلى الجهات المسؤولة في الدنيا ليعطوه حقه فلا بأس عليه في ذلك.