إن الهجوم على القوات الموالية لمعمر القذافى بتشجيع من جامعة الدول العربية يجب أن يذكر بنيامين نتنياهو بهجوم التحالف الغربى - العربى على العراق فى مطلع سنة 1991. لقد كان الثمن الذى طلبه العرب آنذاك من الرئيس الأمريكى «الجمهورى» جورج بوش الأب فى مقابل تأييدهم للحرب على دولة هى عضوة فى الجامعة العربية هو جر رئيس الحكومة الإسرائيلية إسحاق شامير إلى مؤتمر السلام الدولى فى مدريد، وقد طلب بوش من شامير أن يختار بين توسيع المستوطنات أو تقليص المساعدة الأمريكية.
لقد أيد نتنياهو آنذاك قرار شامير الالتفاف على البيت الأبيض والحصول على الضمانات من الكونجرس من دون أن يوقف البناء اليهود ما وراء الخط الأحضر، وانتهى الموضوع يومها بأن خسر شامير تأييد الكونجرس الأمريكى. كما خسر السلطة فى إسرائيل.
بعد العملية العسكرية ضد ليبيا سيكون من الصعب على أوباما أن يشرح للعرب كيف يستطيع أن يكون بطلا فى مواجهة زعيم عربى يقمع شعبه، وفى الوقت نفسه أن يساعد زعيما يهوديا ينهب أرض شعب عربى ويستخف بأمريكا.
إن التدخل الأمريكى فى ليبيا سيجعل من الصعب على أوباما عرقلة اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967 فى شهر سبتمبر المقبل. ومن جديد يقوم نتنياهو بحشد تأييد الأغلبية الجمهورية فى الكونجرس، ولا سيما أعضاء معسكر سارة بالين، لكن الكونجرس لا يملك صلاحية التدخل فى القرارات التى لها علاقة بالتصويت فى الأمم المتحدة. وحتى إيباك (لجنة الشئون العامة الأمريكية ــ الإسرائيلية) تعرف أنه ليس من المفيد بالنسبة إليها أن يكون اليهود هم الذين سيجعلون الولايات المتحدة الدولة الوحيدة فى العالم التى تقف ضد إعطاء الفلسطينيين استقلالهم.
إن السبيل الوحيد كى يضمن أوباما إعادة انتخابه هو فى أن يجمع من جديد بين محمود عباس ونتنياهو. وكى يوقف عباس عملية مسار اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، ويوافق على استئناف المفاوضات على التسوية الدائمة، يجب أن ينطق نتنياهو العبارة السحرية ويعترف بأن «الاتفاق سيستند إلى حدود 4 حزيران 1967». وإذا لم يتعهد رئيس الحكومة بأن يتضمن خطابه فى بار إيلان 2 هذه العبارة المفتاح، فإنه سيحصل عليها فى خطاب القاهرة 2 الذى سيلقيه أوباما.