بنغازي- قالت إحدى قريبات إيمان العبيدي، المحامية الليبية التي اتهمت 15 فردا من كتائب الرئيس معمر القذافي باغتصابها إن السلطات الليبية استهدفت إيمان بعد مشاركتها في احتجاج مناهض للقذافي في مدينة الزاوية بداية الاحتجاجات.
وكانت إيمان العبيدي -التي أفرجت عنها السلطات الليبية اليوم وأعلنت التحقيق معها بتهمة التشهير بجنود تابعين للقذافي - قد اقتحمت السبت الماضي فندقا بطرابلس يقيم فيه مراسلون أجانب كي تريهم رضوضا وندوبا قالت إن أفراد بميليشيات القذافي تسببوا فيها حيث تناوب 15 فردا على اغتصابها بعد اختطافها من نقطة تفتيش، لكن رجال الأمن وموظفي الفندق سارعوا بإخراجها ووضعوها داخل سيارة.
وقالت وداد عمر وهي قريبة لإيمان العبيدي إنها (إيمان) من شرق ليبيا وتحديدا من مدينة طبرق وإنها كانت في طرابلس لظروف عملها كمحامية في شركة سياحة، وقد شاركت في احتجاج في الأيام الأولى من الثورة بمدينة الزاوية بغرب البلاد، بحسب ما نشرت "رويترز" الإثنين 28-3-2011.
وأضافت وداد أن إيمان العبيدي اعتقلت وهي في طريق عودتها من الزواية إلى طرابلس حيث تعرضت للاغتصاب من جانب كتائب القذافي ، وكان معها محاميات أخريات شاركن في الاحتجاج ولا توجد لديها معلومات عنهن، موضحة أن أسماء النساء الثلاث الأخريات اللائي اعتقلن مع إيمان هي نعيمة وآمال ومنى.
وأشارت وداد إلى أن عائلة العبيدي لم تكن تعرف ما حدث لها باستثناء المعلومات القليلة التي تمكنت من التقاطها من ظهور شقيقة العبيدي في التلفزيون الليبي أمس الأحد لتقول إن أختها (إيمان) مجنونة.
وأضافت أن نظام القذافي يريد أن يثبت للعالم أنها مخبولة وأن شقيقة إيمان تتعرض بالتأكيد لضغوط من الحكومة.
إفراج
وبعد ظهور إيمان وصراخها في الفندق أمام الصحفيين الأجانب الذين حاولوا الدفاع عنها، قال مسؤولون حكوميون إن إيمان إما مخمورة أو مختلة عقليا، وأشار مسؤول آخر إلى أنها "عاهرة"، لكنهم تراجعوا عن أقوالهم فيما بعد، وقال مصدر بالحكومة الليبية إنه تم الإفراج عن إيمان العبيدي.
وقال موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية، لوكالة "رويترز" إن قضية إيمان العبيدي جنائية ضد أربعة أفراد كما أنها قضية تتعلق بالشرف.
وتوعد إبراهيم بتتبع المذنبين قضائيا، مضيفاً "أنه جرى توقيف أربعة أشخاص على ذمة القضية، بينهم نجل مسؤول كبير"، نقلا عن موقع "سي إن إن".
وذكرت وكالة فرانس برس الإثنين نقلا عن المتحدث باسم الحكومة الليبية قوله " "البنت(أي إيمان) أفرج عنها ولكن النيابة تحقق معها حول ملابسات القضية، فهي قضية جنائية وليست قضية سياسية".
وأضاف إن "الطرف الثاني -أفراد من الجيش الليبي اتهمتهم باغتصابها- رفعوا ضدها قضية قذف وتشهير وبالتالي النيابة لا زالت تحقق في هذه القضية خاصة وأنها رفضت الخضوع لفحص الطب الشرعي للتأكد من صدق أقوالها بأنها تعرضت لاغتصاب".
"إيمان لست وحدك"
من ناحيتهم، نظم سكان مدينة بنغازي مظاهرة تأييدا للعبيدي، أغلبهم من النساء ملوحين بأعلام تعود للعهد الملكي ومرددين هتافات أثناء سيرهم عبر وسط المدينة، وكتب على إحدى اللافتات "إيمان لست وحدك".
وقالت محامية ليبية للصحفيين في بنغازي إنها ستحاول رفع دعوى قضائية للإفراج عن العبيدي على الرغم من توقعها أن ذلك سيكون صعبا جدا في ظل الصراع الحالي.
وبادر نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لإنشاء صفحة مساندة للمحامية الليبية حملت اسم "كلنا إيمان العبيدي" وصل عدد مشتركيها في أقل من 24 ساعة لنحو أكثر من ثلاثة آلاف.
ونددت الصفحة بالاعتداء الوحشي والمهين الذي تعرضت له إيمان العبيدي على يد زبانية القذافي مطالبين بالقصاص لكرامتها ولشرفها الذي هتك بدم بارد.
وكان مراقبون اعتبروا أن ظهور إيمان العبيدي جاء بمثابة "صفعة قوية" للقذافي لأنها أول شاهدة عيان على جرائم الاغتصاب التي ارتكبتها قواته، بالإضافة إلى أن قصتها المأساوية قد تثير غضب حتى المؤيدين له وتشجعهم على الانقلاب ضده .