أرجو أن توضحوا لنا سماحة الشيخ حدود الزهد في الدنيا، وكيف يزهد الدنيا في الآخرة؟ جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: الزهد في الدنيا عرفه أهل العلم، وهو الزهد فيما حرم الله, والزهد في المشبهات، حتى لا يقع فيما حرم الله ولا يقع فيما يشتبه, والزهد في الفضول التي لا حاجة إليها حتى لا يقع في الإسراف، والورع ترك المشتبه، ولهذا ترجم الحافظ ابن حجر-رحمه الله تعالى- في البلوغ باب الزهد والورع، وذكر حديث النعمان بن بشير: (الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس... )الحديث، وذكر حديث: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة... )الحديث، وذكر حديث ابن عمر: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)، فالزهد هو أن الإنسان يتجنب المشبهات والمحرمات والذي لا يحتاج إليه، فضول الأشياء التي قد تشغله عما هو أهم.