لا بد من العالِم أن يكون عنده فقه بالواقع لكي يفتي، والحقيقة يا سماحة الشيخ بأنه أصبح عندي تناقض؛ لأن الدين ثابت على مر الأزمان، لأنه دينٌ سماوي من رب العالمين، فهل هذا الكلام صحيح شرعاً؟ وجهونا في ضوء هذا السؤال،
هذا فيه تفصيل فالواجب على المفتي أن يعرف موضع الفتوى، ولا يفتي إلا على بصيرة حتى يُطَبِّق الحكم على الواقع، وهكذا شأن العلماء أنهم لا يفتون إلا إذا عرفوا الواقع، فإذا سأله سائل عن الطلاق يستفصل كيف الطلاق؟ هل وقع الطلاق طلقة أو طلقتين وكيف حال المرأة هل كانت في حيض أو نفاس، يستفصل حتى يطبق أحكام الله كما شرع الله، لا بد أن يكون عنده بصيرة، وإذا فعل إنسان قال: إنسان قتل آخر، يسأل كيف قتله؟ قصاص، أو دفاعاً عن نفسه حين صال عليه، كيف انقتل، إن كان دفاعاً عن نفسه، قد صال عليه ودافع فلم يستطع السلامة إلا بدفعه عنه ما يضمنه لأن الصائل يدفع بالأسهل فالأسهل، إن كان قتله في حد مع القاتلين، مثل الزاني فأمر ولي الأمر بإقامة الحد عليه، فقتله مع الناس ورجمه مع الناس، هذا معذور، مسموح ما عليش، رجمه مع الناس لإقامة الحد. سُأِل عن النفقة، كيف النفقة على الزوجة والأولاد؟ يسأل، كم عدد الأولاد؟ وأيش عادة البلاد حتى يخبرهم بالنفقة الواجبة، ينفق عليها النفقة المعروفة، بالمعروف حتى يعطيهم الحجة واضحة والفتوى واضحة، يعتمد على الدليل ويستفصل حتى تكون الفتوى في محلها، كذلك السلم إذا أراد أن يسلم في شيء يسأل، فلا بد يكون مضبوط السلم، إن كان في طعام يكون بكيل معلوم، وشيء مضبوط، حب، رز، شعير يكون مضبوط، يفهم الواقع أيش هو. سأل عن قصاص مثلاً، القصاص في اليد، القصاص في الرجل، محل القصاص، القصاص في الأصبع، قصاص في الشج في الرأس، يعني يبين كيف القصاص على ما بين أهل العلم، يوضح لهم حتى تكون الفتوى طبق الواقع، وهكذا العلماء أن يفهموا الواقع هذا تحصيل حاصل، المفتي هكذا يكون، من عهد الصحابة إلى يومنا هذا، المفتي لابد يعرف موضع الفتوى، ويكون على بصيرة من الفتوى، حتى لا تقع الفتوى في غير محلها، لا يتسرع في الفتوى على غير بصيرة، لا بد أن يعرف السؤال، ويكون على بصيرة بالسؤال ومحل السؤال حتى تكون الفتوى مطابقة للواقع.