ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الأحد أن جيشا من العمال قد شرع فى أرض حكومية تقع على طول نهر سافانا فى ولاية (ساوث كارولينا) ببناء أحد المشروعات النووية الأكثر طموحا بالبلاد منذ عقود، وهو بناء مجمع يهدف إلى ضمان حماية 43 طنا على الأقل من البلوتونيوم (المصنف للاستخدام لصنع أسلحة) من خلال خلطه وتحويله إلى وقود لاستخدامه فى مفاعلات طاقة تجارية.
وقالت الصحيفة "إن المشروع تمخض من محادثات مع الروس لتقليص الترسانات النووية بعد الحرب الباردة، مشيرة إلى أن المجمع بموقعه نهر سافانا -الذى خصص من قبل لصنع بلوتونيوم خاص بالأسلحة - سوف يحول فى الوقت الراهن الفائض الأمريكى الفتاك إلى أغراض سلمية، كما سيتم تحويل البلوتونيوم عن طريق خلطه باليورانيوم (وقود المفاعل العادى) إلى وقود جديد يسمى الأوكسيد الممزوج أو (موكس)".
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار داعمى المشروع السناتور ليندسى كراهام من ثاوث كارولينا قوله - فى جلسة استماع فى كابيتول هيل الأسبوع الماضى - "نحن نحول بالمعنى الحرفى السيوف إلى شفرات محراث".
ونوهت الصحيفة إلى أنه بعد 11 عاما من منح الحكومة عقد بناء ارتفعت تكلفة المشروع إلى قرابة 5 مليارات دولار، وأن هيكل الأسمنت والحديد الشاسع هو هيكل نصف مكتمل حيث لم تجد الحكومة بعد عميلا واحدا رغم عروض دعم مالى مربحة. وأضافت "إن الأزمة النووية التى تتعرض لها اليابان حاليا كثفت من نزاع جارى بشأن منطقية المشروع".
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن أحد مفاعلات اليابان المعطلة من جراء الزلزال فى مجمع دايتشى فوكوشيما يستخدم وقود موكس، مؤكدة أنه رغم عدم وجود دليل على إشعاع خطير من البلوتونيوم فى اليابان إلا أن الوضع هناك متقلبا حيث يبدى الخبراء النوويون القلق من إمكانية أن يزيد انبعاث واسع النطاق للمواد المشعة من الوفيات بالسرطان.
وأشارت إلى أنه فى مقابل تلك الخلفية يتم إلقاء مشروع (ثاوث كارولينا) فى موقف دفاعى مع تشكك النقاد فى مخاطره الصحية وقدرته على الحفاظ على البلوتونيوم خارج أيدى الإرهابيين.
وقالت الصحيفة "إن العميل الأكثر ترجيحا وهو هيئة تينيسى فالى أوثورتى "تى.فى.أيه" التى تجرى مناقشات مع وزارة الطاقة الفيدرالية بشأن استخدام موكس ليحل محل ثلث وقود اليورانيوم العادى فى عدة مفاعلات، وهو تركيز أكبر بكثير مما هو بالمفاعل اليابانى المعطل رقم 3 بدايتشى فوكوشيما".
وأضافت "إن 6% من قلب المفاعل رقم 3 بدايتشى فوكوشيما مصنوع من موكس، مشيرة إلى أن "تى.فى.أيه" تقول حاليا أنها سترجئ أى قرار حتى يكون بوسع المسئولين رؤية كيفية أداء موكس فى دايتشى فوكوشيما بما فى ذلك الكيفية التى أصبح بها الوقود ساخنا وكيفية تعطله بصورة سيئة ".
ونقلت الصحيفة عن راى جولدن المتحدث باسم الهيئة قوله "ندرس حاليا الأحداث الجارية فى اليابان عن كثب بالغ".
وأوضحت أن معارضى مشروع (ثاوث كارولينا) قد أحرزوا نصرا منتظما الشهر الحالى عندما أمرت لجنة ترخيص ذرى فيدرالية بجلسات استماع جديدة حول خطط تعقب وضمان حماية البلوتونيوم المستخدم فى المجمع".
وأشارت الصحيفة إلى تأكيد مسئولين بإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن موكس سليم وأنهم مازالوا على ثقة من أن المشروع سيجذب العملاء بمجرد أن يمضى قدما بحيث يمكن أن يضمن أمداد وقود مطرد.