بتـــــاريخ : 4/12/2011 9:12:49 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1007 0


    قريش تقرر قتل رسول الله

    الناقل : فراولة الزملكاوية | العمر :37 | الكاتب الأصلى : راغب السرجانى | المصدر : www.islamstory.com

    كلمات مفتاحية  :
    إسلام دعوة الصحابة الغزوات

     

    القلق يغزو قريشًا

    قلق قريش من هجرة الصحابةلم تكن هجرة الصحابة غائبة عن أعين قريش، فإنها كانت ترقب الموقف على وجل، وكانت تُفاجَأ كل يوم بهجرة رجل أو رجلين أو عائلة، بل إن بعض الفروع من القبائل قد هاجرت بكاملها، وخلت كثير من ديار مكّة من سكانها، وقد أثر ذلك في قريش وزعمائه، فما منهم من أحد إلا وله قريب أو ابن مهاجر مما مزقهم بين الحب الفطريّ لأبنائهم وأقاربهم، وبين كراهيتهم وتغيظهم على هذا الدين الذي تسبب في هذا الفراق -من وجهة نظرهم، وإلا فإن جهلهم وعنادهم هو السبب في كل ما يحدث- كما أن انتشار الإسلام في الجزيرة سيسلب قريشًا زعامتها التي تكتسبها من رعايتها للكعبة؛ لأن الإسلام أيضًا يدعو لتعظيم البيت الحرام، كما سيقضي على تجارة بيع الأصنام والخمور وعلى الربا والبغاء.

     

    ولم يكن يخفى على قريش أن الهجرة تمت إلى المدينة المنوّرة، بدليل ذهاب أبي جهل لإرجاع أخيه عياش بن أبي ربيعة من هناك، ولم تكن هجرة المؤمنين راحةً لأهل مكّة المشركين، أبدًا، كان المشركون يدركون أن المسلمين يهاجرون لبناء أمة مسلمة في المدينة المنوّرة، ولو تمَّ ذلك فلا شك أنهم سيعودون إلى مكّة، لا لمجرد السكن فيها، ولكن لحكمها، ووقت يحكمونها فلن يقبلوا أن يظل العرب وغيرهم يتحاكمون إلى( هُبَل) وسدنته، بل سيُحكِّمون رب العالمين كما علمهم رسول الله طوال ثلاثة عشر عامًا قضاها في مكّة لهذا الغرض.

     

    ولذلك كان المشركون في أشد حالات اضطرابهم وقلقهم. أضف إلى ذلك علم أهل قريش ببأس الأوس والخزرج، وأنهم من أهل القتال وأن المدينة حصينة جدًّا، وأن المدينة تقع على طريق القوافل التجارية لأهل قريش والمتجهة من وإلى الشام، ومن ثَمَّ فإن المدينة تستطيع أن تخنق مكّة اقتصاديًّا، وكانت مكّة تتاجر بربع مليون دينار من الذهب سنويًّا مع الشام في رحلة الشتاء، وفوق كل ذلك فالطامَّة الكبرى لو آمنَ اليهود، وانضمت قوتهم إلى قوة المسلمين، وقد كان اليهود ذوي قوة كبيرة عسكريًّا وماديًّا، والعقل كان يرجح إسلام اليهود؛ لأنهم أهل كتاب ويؤمنون بالأنبياء، غير أن اليهود لا عقل لهم.

     

    كل هذه الأمور جعلت أهل قريش في حيرة من أمرهم، وقد علموا أنه كلما مرَّ الوقت اقتربت ساعة الصفر التي سيغزو فيها المؤمنون مكّة، لكن زعماء قريش كانوا يدركون أيضًا أن ساعة الصفر هذه لن تكون إلا بعد أن يهاجر رسول الله إلى المدينة المنوّرة، ويوحّد صفوفه، ويجهّز جيوشه، ثم يأتي من جديد إلى مكّة. إذن فحجر الزاوية في الموضوع هو رسول الله ، والوسيلة الوحيدة لوقف خطر المؤمنين الداهم هو السيطرة على رسول الله ، ولكن كيف ورسول الله من بني هاشم القبيلة العزيزة الشريفة؟!

     

    قريش تقرر قتل رسول الله

    قريش تقرر قتل رسول اللهحَارَ القرشيون المشركون، فقرروا عقد اجتماع عاجل لكبار الزعماء في مكّة لتدارس هذا الأمر، وذلك في دار الندوة، المقر الرئيسي لاجتماعات قريش.

     

    وفي صباح يوم الخميس 26 صفر من السنة الرابعة عشرة للبعثة، تم عقد أخطر اجتماع في تاريخ دار الندوة، وكان اجتماعًا طارئًا حضره ممثلون عن كل القبائل القرشية عدا بني هاشم، وكانت أبرز الأسماء في هذا الاجتماع الخطير:

     

    - أبو جهل بن هشام عن قبيلة بني مخزوم.

     

    - شيبة وعتبة أبناء ربيعة، وأبو سفيان بن حرب عن بني عبد شمس.

     

    - النضر بن الحارث عن بني عبد الدار.

     

    - أبو البختري بن هشام عن بني أسد.

     

    - أمية بن خلف عن بني جمح.

     

    - جبير بن مطعم عن بني نوفل.

     

    - نبيه ومنبه ابنا الحجاج عن بني سهم.

     

    وغيرهم، والجميع كانوا من قريش؛ لأنه لم يكن مسموحًا لأحد من غير قريش أن يدخل دار الندوة، ولم أجد دليلاً صحيحًا يؤكد القصة التي جاء فيها أن إبليس قد حضر معهم الاجتماع في صورة الشيخ النجديّ، وإن كان -في رأيي- أنه أحيانًا تسبق شياطين الإنس بأفعالها شياطين الجن، ألم تروا أن الله قد قدم ذكر شياطين الإنس في عداوتهم للأنبياء على شياطين الجن، فقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 112].

     

    تم الاجتماع الآثم، وبدأت الأفكار الإجرامية تخرج من زعماء قريش، وتطرح للمداولة، منهم من اقترح أن يقيدوه في بيته بالحبال، فلا يستطيع هجرة ولا حراكًا، ومنهم من اقترح نفيه خارج مكّة إلى مكان بعيد، وكانت هذه الأفكار الإجرامية تخرج من الطائفة التي يسمونها بالمعتدلين من زعماء قريش، لكن كانت هناك طائفة أشد إجرامًا وهي ما يسمونها بالطائفة المتشددة، قال رجل من هذه الطائفة -لعله أبو جهل-: لا بد من قتل هذا الرجل. يقصدون محمدًا ، ووافقت هذه الفكرة هوى عند المعظم؛ فقلوبهم السوداء كانت تحترق غيظًا وحسدًا على رسول الله ، لكن لم يكن عندهم الشجاعة للنطق بمثل هذا الرأي، وفوق ذلك فهم يخشون من بني هاشم، غير أن أبا جهل خرج عليهم بفكرة شيطانية، وهي أن يختاروا من كل قبيلة في مكّة شابًّا قويًّا، فيحاصرون بيت رسول الله ، ثم يضربونه ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه بين القبائل، ولا تجد بنو هاشم أمامها حلاًّ إلا قبول الدية في قتيلها؛ فليست لهم طاقة بحرب كل القبائل.

     

    صوَّت الحاضرون على القرار، وسألهم أبو جهل: موافقون؟! قالوا: موافقون.

     

    وخرج زعماء قريش ينتقون من قبائلهم العناصر التي ستقوم بتنفيذ العملية الإرهابية لاغتيال رسول الله ، ذكر الله ذلك في كتابه الكريم فقال: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].

     

    كلمات مفتاحية  :
    إسلام دعوة الصحابة الغزوات

    تعليقات الزوار ()