بتـــــاريخ : 4/22/2011 8:00:54 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1163 0


    أدب الانترنت ( الحلم والواقع )

    الناقل : romeo2433 | العمر :36 | الكاتب الأصلى : يحيى الصوفي | المصدر : www.almouhytte.com

    كلمات مفتاحية  :
    أدب الانترنت الحلم الواقع

    أدب الانترنت ( الحلم والواقع )

     

    عنوان ملفت للنظر وموضوع شيق يستحق الكثير من المعالجة والمناقشة، وأنا هنا لن أعيد واكرر ما ساقه الكثيرون قبلي حول هذا الموضوع كل حسب معرفته، بل أحببت أن أضيف بعض مما خبرته من خلال تجربتي المتواضعة فيه.

     

    فالأدب من خلال الانترنت هذه النافذة الساحرة التي تضم فيما تضم أكبر مكتبة في تاريخ البشرية وأكبر تجمع للعقول والعلماء والخبراء، بما فيهم الكتاب والصحفيين والأدباء على أنواعهم، والتي نستطيع بكبسة زر الاتصال بهم ومحاورتهم والأخذ برأيهم والاستئناس بمشورتهم، والإطلاع على آخر الإنجازات البشرية وفي كل المجالات بما فيها الأدب.

     

    من كان يحلم على سبيل المثال ولسنين مضت، بأنه يستطيع العثور أو الوصول إلى كاتب ما، أو دار نشر، أو مكتبة، أو متحف، والاتصال بهم والتواصل معهم والإطلاع على مؤلفاتهم، وهو جالس في مكتبه أو في بيته يحتسي القهوة ؟.

     

    بل لنقل ابسط من هذا... من كان يستطيع لسنين ماضية قليلة خلت، أن يتصور بأنه من الممكن أن يستلم في بريده الالكتروني وفي كل صباح نسخة عن أكبر وأشهر الصحف العربية والعالمية حتى قبل أن تصل إلى الباعة في السوق، فيكون أول المتلقين للخبر والمتفاعلين معه والمعلقين عليه، وهو لازال في ثياب نومه يتناول فطوره مع تناوله لهذا الغذاء الروحي دون تكلف ؟؟؟.

     

    وحتى لا أضيع وأخرج عن الموضوع -وهو متشعب وكبير وشائك وله فروع طويلة لا تسعه الصفحات- أقول بأن الانترنت ومحاولة الانتشار والتعريف بالكاتب وأعماله كبيراً كان أم صغيراً، معروفاً أو مغموراً، سيفرض نفسه لسنين قادمة كثيرة، ولا يقدرها ويعرف قيمتها الحقيقة إلا المهتمين بها، خاصة بعد التوصل إلى اختراع الكتاب الالكتروني، والذي سيطرح في الأسواق قريباً، حيث يستطيع القارئ أن يمتلك كتاباً واحداً لا يتجاوز حجمهووزنه حجم ووزن أي كتاب عادي، ويضم مئات الألوف من الكتب، بما فيها تلك التي تهتم بالأدب، حيث يستطيع القارئ وبلمسة بسيطة من إصبعه أن يطالع أي مخطوط أو كتاب وهو جالس في الحديقة دون أي جهد يذكر؟؟؟ (هذه حقيقة وليست خيال علمي)

     

    أما عن أدبائنا العرب ومدى مساهمة الانترنت في التعريف بهم ونشر أعمالهم، فأنا أراها محدودة الفائدة حتى الآن، خاصة فيما يخص الأدباء الكبار، حيث لازالت أعمالهم حبيسة الكتب ودور النشر وحقوق المؤلف الخ الخ...

     

    هذا إذا أضفنا عليها عدم تفرغ أي هيئة رسمية أو غير رسمية في فهرسة وجمع أعمالهم، وتبني نشرها ووضعها في خدمة القراء على الانترنت دون مساومة، وأنا أتسائل هل سيأتي اليوم الذي أجد فيه كتب وأعمال أدبائنا الكبار العرب وشعرائهم في متناول اليد على الانترنت ؟؟؟.

     

    فأصل بلمسة زر إلى أعمال العقاد أو توفيق الحكيم أو طه حسين، أو أطالع كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة... ثم أعود لأتفقد شعر المتنبي أو أحمد شوقي أو نزار قباني، إلى آخر اللائحة ؟ لا أظن ذلك؟ !.

     

    ولهذا قفز إلى الواجهة وعبر هذه الوسيلة البسيطة هذا السيل الجارف من الكتاب والأدباء الجدد، خاصة الشباب منهم، والذي أغواهم الانتشار السريع لأعمالهم... ومنهم المخضرم الذي سحر بهذه الوسيلة العصرية وحاول استدراك الزمن لينشر بعض ما كان يحلم في إيصاله للناس من أعمال، بعد أن نفض غبار التقصير والإهمال وأخرجها فرحاً من بطون الدفاتر العتيقة، عله يفيد -بهذه الوسيلة السهلة- الآخرين من خبرته وعلمه.

     

    وأنا هنا لن أتناول الكثيرين ممن عرفتهم وقد كتبوا الشعر والروايات والقصص، الأدبية منها والتاريخية، وقد غادروا الدنيا دون أن يطلع عليها احد ؟ .

     

    إذن وكما هي حالي أرى بأن الاتصال والتعريف ونقل العمل على الانترنت هو كواجهة لعرض ما ننتج، نستطلع القراء آرائهم، هي إذا أحببتم وسيلة لجس نبض الشارع والمهتم بالأدب والمطالعة بشكل عام نقيس فيه درجة اهتمام الآخرين بأعمالنا ؟.

     

    إذ أن الكاتب عندما يكتب عملاً ما لا يرى -مهما بلغت فيه قوة الملاحظة ومهما تمتع برهافة الإحساس أو تلك الحاسة العظيمة التي يسمونها الحاسة السادسة- لا يستطيع أن يرى كل ما يراه الآخرون بأعماله، ولهذا بعد عرضها سيكون هو أول القراء لها عن بعد، وسيشعر بأنه ليس وحده القارئ، ولهذا سيعمل دون كلل على التشذيب والتصحيح عبارة من هنا كلمة من هناك حتى يصبح العمل متكاملاً ونظيفاً وقابلاً للمداولة والنشر.

     

    إذن هي وسيلة ونافذة (فيترينه) وأنا اتبعها من خلال موقعي الخاص لكي اعرض ما أنتجه من أعمال أدبية دون الحاجة لأن آخذ تصريح من أي كان بذلك... ودون رقابة أو قص...

     

    بالإضافة إلى ذلك، هو عدم شعورنا بالارتباط بأي كان سوى العمل الذي نحب أن نقوم به والمتلقي المهتم بما نعمل.

     

    وأنا لا اتفق مع ما ذهب إليه البعض في موضوع عدم قدرة الانتشار والوصول إلى القارئ عن طريق مواقع الانترنت، خاصة بوجود مئات المواقع المختصة بالأدلة، ويكفي أن يسجل الموقع بإحداها حتى يجدك أي محرك بحث سواء باسمك الشخصي أو باسم الموقع وبأي لغة؟ وهذه إحدى الميزات الكبيرة التي يتمتع بها الانترنت.

     

    طبعا مع عدم إغفالنا بأنه لن يكون الوسيلة الشعبية في العالم العربي إلا بعد أن يعمم على المدارس ودور الثقافة، ويصبح في متناول الجميع كجهاز التلفاز، والذي أتوقعه قريبا جداً، وأنا متفائل بذلك لما تخطوه صناعة الكمبيوتر من خطوات سريعة وعملاقة، حيث قد لا تمر سنوات لا تتجاوز أصابع اليد دون أن يحل جهاز واحد بدل كل الأجهزة المنزلية المعروفة، وعندها لا يحرم الأمي من المعرفة... فسيكون باستطاعته الحوار مع جهازه وتلقي ما يحب منه عن طريق الصوت والصورة وبلغته التي يعرفها، حتى وإن كان ساكناً في مجاهل ألامزون أو في الاسكيمو أو في منطقة قفرة من العالم ؟؟؟.

     

    هذا ولا شك حتمي وننتظره بفارغ الصبر حتى يعم العلم والمعرفة وتصبح بمتناول الجميع دون استثناء.

    ----------------------------------------------

    يحيى الصوفي / جنيف في 02 /06 / 2004

    ملاحظة: كتبت هذه المقالة منذ خمس سنوات تقريباً... وهي مدة كافية لكي نشهد وجود الكثير مما توقعته وتحدثت عنه كحقيقة... أهمها افتتاح المكتبة الرقمية العالمية من قبل اليونسكو منذ يومين أي في 21/04/2009 على العنوان التالي: http://www.wdl.org/ar/

    كلمات مفتاحية  :
    أدب الانترنت الحلم الواقع

    تعليقات الزوار ()