عبد الحميد عبد الحق
في حفلة تكريمه بدار الأوبرا
أنت قوف التكريم فوق الثناء
جل ما قد أسديت عن إطراء
يا عظيم الشؤون جلت شؤون
أنت نمها في الذروة الشماء
يا عظيم الأوقاف جلت أمور
عرقتنا مواقف العظماء
لم نكرمك للوزارة والمنـ
ـصب والمجد والسنا والرواء
نحن قوم نهيم بالرجل الكا
مل يمضي للأمر دون التواء
الرحيب الصدر، القوي على الخطـ
ـب السريع الهدم السريع البناء
قد رأيناك كالمنار المعلى
للقوي في الأقوياء
ورأيناك في الرجال فريدًا
فاقتفينا خطاك أي اقتفاء
وحببناك ما بنا من نفاق
لا ولا في قلوبنا من رياء
أي وربي لأنت من صور الما
ضي ومجد الجدود والآباء
وجلال الصعيد والملك في الوا
دي عزيز البنودج ضافي اللواء
قد ينام التراث جيلاً فجيلا
غافيًا في مجاهل خرساء
فتراها مصرية السمت والقو
ة والعزم والحجى والمضاء
قسما قد غفا الجلال ليصحو
من جديد في وجهك الوضاء
أيها الكوكب الدؤوب على الدهر
بلا فترة ولا إبطاء
تصنع الخير واضحا شبه نجم
ساكب نوره بعرض الفضاء
وتؤديه خافيا مثل نجم
مستر خاف خلال السماء
غير أن النفوس تعلم مسرا
ه وان كان ممعنا في الخفاء
وعظيم الفعال يجمل بالافـ
ـصاح عنه كالسيف غب الجلاء
ما جمال الربيع
في الروض أن لم يشد طير في الروضة الغناء
ما جمال السماء والبدر أن لم
يشد سار في الليلة القمراء؟
واضياع النبوغ في مصر أن لم
تتحدث منابر الخطباء
واضياع النبوغ في مصر أن لم
يك تخليده على الشعراء
طاقة الشعر طاقة الورد معنى
جل قصدا وقل في الاهداء
لست تجزي به أقل الجزاء
فتقبله آية من وفاء
كيف ننساك والعفاة على با
بك حشد يموج بالبأساء
الشريد الطريد والعامل المر
هق يشقى من صبحه للمساء
وبيوت هي العريقة في الأمـ
ـجاد صارت عريقة في الشقاء
لم تطق أن ترى موع اليتامى
تترامى على أكف السخاء
والأيامى كالكأس
يعد الندامى ذكرت حظها من الصهباء
وقف الدهر دونهم: كل باب
طرقوا صم عن ذليل النداء
غير باب من المروءات سمح
لك ما رد مرة عن نداء
انظر الحفل داويا بالدعاء
وانظر البحر زاخرا بالنداء
أنت ورد النبوغ جادت به الدنـ
ـيا لقوم إلى المعالي ظماء
كلما اطلعت لهم عبقريا
جعلوا منه معقدا للرجاء
حمد وافيك يومهم واطمـ
ـأنوا مشرئبين للغد المترائي
كيف ننساك في المحاماة حرا
طاهرا ذيله عفيف الرداء
وقف المجلس المحير يوما
مرهب المسمعين بالإصغاء
إذ يرى فيك نائبا وخطيبا
دامغا بالحقيقة البيضاء
مفعما مقحما قويا جريئا
ماحقا للخصوم والأعداء
-2-
عبد الحميد عبد الحق
في وزارة الأوقاف
قل لوزير الحق وهو الذي
قد استقامت في حجاه الأمور
خذ من مقالي ذمة انني
عنهم إلى ساح المعالي سفير
يا جاعل الأوقاف في عهده
مدينة والقفر فيها قصور
ونابشا فيها الكنوز التي
مرت عليها بالعفاء العصور
نبشت فيها عبقرياتها
منقبا عن كل قدر خطير
فكل ما قيل وما لم يقل
عن فضلك الجم الغفير الوفير
مما جرى في شفة عاجزا
وما توارى في حنايا الصدور
من حق عبد الحق في عدله
له وان يأبى إليه المسير
تحية للأصل مردودة
وباقة قد قدمت للوزير
سبحان ربي قد رأينا الدجى
يجلوه في عهدك صبح منير
ماشيت هذا العصر في سيره
والعصر يعلو بجناح النور
ما زلت بالأوقاف حتى رأت
محطم القيد وقادي الأسير
كم عيروها بسلحفاتها
فلينظروها بجناح تطير
يا نابعا فيها كنوز الحجى
من كل وهاج قليل النظير
من ذهب الدار وآياتها
فتى كبير القلب صافي الضمير
له معاني البحر في هدأة
وفيه روح كانسياب الغدير
خذ من سجاياه ومن علمه
ما يهب الورد وتطوي البحور
عبد الحميد عبد الحق
في وزارة الأوقاف
عش مديدا وجدد
واعل والمع كفرقد
لو رأى الحق عبده
وهو بالحق يهتدي
وعلى الحق رائحا
وعلى الحق يغتدي
بسط التاج باليد
قائلا قم تقلد
قم تقلد
يا أميري وسيدي
وبإيمان ركع
وتسابيح سجد
بايع الحق عبده
والبرايا بمشهد
انظر الساح داويا
بالنداء المردد
انظر البحر زاخرا
بالشباب المجند
حمدوا فيك يومهم
مشرئبين للغد
عش مديدا لتبتني
كل صرح ممرد
فلك الرأي قاطعا
ما به من تردد
يهدأ السيف في القراب
ويثوي بمرقد
ولك السيف ساهرا
يقظا غير مغمد
خذ بيانا نظمته
شبه عقد منضد
ما به من تزلف
جل شعري ومقصدي
خالد أنت بالعلى
والفعال المسدد
فتقبل على المدى
كل شعر مخلد