يصل عدد الحجاج إلى ما يقرب من مليون ونصف أو مليونين، وهنا يزدحمون كثيراً عند الجمرات، وللنساء أحكام خاصة بهن، حبذا لو تفضلتم ببيانها في هذا المقام؟
إن كانت المرأة قوية ترمي بنفسها وتستعين بالله، أما إذا كان عاجزة مريضة أو كبيرة في السن، أو لديها أطفال توكل من يرمي عنها والحمد لله، فإن كان حصل زحام شديد.... على الرمي، وكلت أيضاً من يرمي عنها، ولكن ينبغي أن يعلم أن الوقت فيه سعة، فلا بأس أن يرمي في الليل من الزوال إلى طلوع الفجر، كله رمي، بعد الزوال يوم الحادي عشر، مع ليلة اثني عشرة كلها رمي، وهكذا ليلة اثني عشرة كلها رمي، فمن رمى بعد الزوال فالحمد لله، وإلا يرمي بعد غروب الشمس أو في أثناء الليل قبل طلوع الفجر، عن اليوم الذي غابت شمسه اليوم الذاهب؛ لأن بعض الناس قد لا يتيسر له الرمي بين الزوال وبين الغروب بسبب الزحام، ولا سيما النساء، فإذا أجلوا رميهم إلى بعد المغرب أو بعد العشاء، هذا لا بأس به على الصحيح، وهكذا رمي يوم العيد، لو فات يوم العيد ورمى في ليلة إحدى عشر قبل الفجر أجزأ على الصحيح، إلا اليوم الأخير يوم الثالث عشر هذا لا بد أن يكون قبل الغروب، بعد الزوال إلى غروب الشمس، والغالب أن الناس قليل الذين يتأخرون في اليوم الثالث عشر؛ لأن ليلة أربعة عشر ما هي من الرمي، فإذا لم يتعجل ورمى يوم الثالث عشر فإنه يرمي بعد الزوال قبل الغروب ولا يؤجل في يوم الثالث عشر خاصة لمن لم يتعجل. - كما يعلم سماحة الشيخ أن هناك كثيراً من الرجال أيضاً يتضررون أثناء الرمي ألا يرى سماحتكم أن التوكيل بالنسبة للمرأة أوسع؟ ج/ إذا دعت الحاجة إليه، أما ما دام الليل فيه سعة ترمي بالليل، والحمد لله، يأتي بها وليها وجماعتها والنساء معها ويرمون بالليل والحمد لله، وهكذا الإنسان الذي ضعيف يتحرى الأوقات المناسبة، أما إذا كانت عاجزة لكبر سنها أو مرضها أو أطفالها ما تستطيع تركهم توكل من يرمي عنها، أو حبلى تخشى على نفسها، نعم ترمي، وهكذا الشيخ الكبير والمريض والعاجز والصبي يرمي عنه وليه. - أما وقد ذكرتم أن الرمي جائز في الليل فهذا توسعة، كثير من الناس يجهل هذا؟ ج/ نعم، هذا ينبغي أن يعلم، وهذا هو الصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم أن ليلة إحدى عشر وليلة اثنا عشر وليلة ثلاثة عشر، كلها يرمي من بعد الغروب إلى آخر الليل، عن اليوم الماضي، ما هو المستقبل، عن اليوم الذاهب الذي غابت شمسه. - من رمى قبل الزوال سماحة الشيخ؟ ج/ أما الرمي قبل الزوال فلا يجزئ عند عامة أهل العلم؛ لأن الرسول رمى بعد الزوال وقال: (خذوا عني مناسككم)، اللهم صل عليه، فلا يرمى قبل الزوال إلا يوم العيد فالرمي فيه كله، يوم العيد يرمي في أوله وآخره، أما الأيام الأخيرة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر هذه لا يرمى فيها إلا بعد الزوال للجميع.