توجيه لمن عانت مشقة بسبب أن ولدها لا يصلي
الناقل :
SunSet
| العمر :37
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
إن لها ابناً لا يصلي، وقد نصحته وهددته ولم يبالي، عمره ست عشرة سنة، تقول: إنها تنصحه وهو يستهزأ بها، وفي بعض الأحيان يصلي ويعود، ويقول: إن الشيطان يوسوس فوق رأسه، وتستمر من مثل هذه العبارات سماحة الشيخ وتسأل وتقول: إنني مستجيرة بالله ثم بكم ، تنقذوني مما أنا فيه ، وتقودوني إلى الصواب ، وما العمل لأرملة لا حول لها ولا قوة إلا بالله ثم تريد العون منكم
هذا الولد الذي ليس مواضب على الصلاة الواجب نصيحته وتوجيهه إلى الخير ووعظه وتذكيره وتحذيره من غضب الله قال الله جل وعلا في حق أهل النار: (ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين)، فترك الصلاة من أعظم الأسباب في دخول النار، لأن تركها كفرٌ أكبر، قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقال عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، فالصلاة لها شأنٌ عظيم وهي عمود الإسلام وهي الفارقة بين المسلم والكافر فالواجب على كل مسلم ومسلمة قد بلغ الحلم وبلغت الحلم أن يؤدي الصلاة وهو مأمورٌ بها قبل أن يبلغ الحلم حتى يعتادها ويتمرن عليها، كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- بأن نأمر أبناءنا بالصلاة إذا بلغوا سبعاً ونضربهم عليها إذا بلغوا عشراً، أما من بلغ فيجب عليه أن يصلي، وإذا تأخر عن الصلاة وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا وجب على ولي الأمر قتله، لأن الصلاة أمرها عظيم وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، فعليك أيها الأخت في الله أن تنصحيه وأن تجتهدي في توجيهه إلى الخير وتحذيره من مغبةِ عملٍ سيء، فإن أصر فتبرأي منه واطلبي منه الخروج، الخروج عنك والبعد عنك حتى لا يضرك أمره، ولا تحل بك العقوبة وهو عندك فيجب عليه أن ينصاع لأمرك وأن يتقي الله - عز وجل – وأن يطيع أمره - سبحانه وتعالى – وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام في إقامة الصلاة، فإذا لم يتمثل وأصر على عناده وكفره فإن الواجب عليك هجره وكراهة لقائه والتمرع في وجهه بالكراهة وأمره بالخروج من بيتك وعدم اعتباره ابناً لك لعل الله أن يهديه بعد ذلك، وعليك مع هذا أن تأمري من له شأن من أقاربك كأبيك أو أخيك الكبير، أخواله الآخرين أن يوجهوه وأن ينصحوه وأن يؤدبوه إذا استطاعوا لعل الله يهديه بأسبابك. سماحة الشيخ بقي من وقت البرنامج ما يقرب من دقيقتين أرجوا أن تتكرموا فيها بمعالجة نفسية أختنا، حيث ألحظ أن فيها الألم والحسرة، لو تكرمتم؟ نوصيك أيتها الأخت في الله بالصبر، فالأمر ليس إليك، الأمر لله، يقول الله سبحانه: لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء (272) سورة البقرة، ويقول سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء (56) سورة القصص، لما اجتهد في هداية عمه أبي طالب لم يتيسر له ذلك، فأنزل الله عليه سبحانه وتعالى قوله سبحانه: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء (56) سورة القصص، فبهذا عزاء، وفيه تسلية لكِ ولأمثالك إذا أبى ابنك أن يهتدي ولا يوافق فلكِ في رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة، فإذا نصحتِ ووجهتِ وأمرتِ فالأمر إلى الله سبحانه وتعالى. سماحة الشيخ في ختام...
|