محبة آل البيت من أصول منهج أهل السنة والجماعة
****************
الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة ، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ،
له الملك كله، وله الحمد كله ،وإليه يرجع الأمر كله ،
وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله ، نبي الرحمة وإمام الهدى ، كان حريصا على هداية أمته؛
فأرشدهم إلى ما ينفعهم ، وحذرهم مما يضرهم .
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد .
ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
لقرابتهم من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ،
ولإيمانهم بالله ، فإن كفروا فإننا لا نحبهم ، ولو كانوا من أقارب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ،
فأبو لهب عم النبي- صلى الله عليه وسلم- لا يجوز أن نحبه بحال من الأحوال ، بل يجب علينا أن نكرهه لكفره،
ولإيذائه النبي- صلى الله عليه وسلم- ومن أهل بيته أزواجه بنص القرآن ،
قال تعالى : (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا .
وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما .
يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا .
ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما .
يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا .
وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الأحزاب 28- 33 ).
فأهل البيت هنا يدخل فيها أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم- لا ريب .
وكذلك يدخل فيهم قرابته ، فاطمة والحسن والحسين، وغيرهم كالعباس بن عبد المطلب وأبنائه .
فأهل السنة والجماعة يحبونهم، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله في حجة الوداع :
" أذكركم الله في أهل بيتي " ثلاثا
(رواه مسلم (2048) ، و(أحمد 4/366)
قال الشيخ العثيمين - رحمه الله -:"يعني : اذكروا الله ، اذكروا خوفه وانتقامه إن أضعتم حق آل بيتي ،
واذكروا رحمته وثوابه إن قمتم في حقهم " اهـ
(شرح العقيدة الواسطية 252)
وقد كان أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أشد تعظيما ومحبة لآل بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لاستشعارهم مكانة أولئك من النبي- صلى الله عليه وسلم- فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي بكر قال
"ارقبوا محمدا- صلى الله عليه وسلم- في آل بيته "
(رواه البخاري 3713)
وعن الشعبي قال: "صلى زيد بن ثابت على جنازة أمه ، ثم قربت له بغلته ليركبها ،
فجاء ابن عباس فأخذ بركابه : خل عنك يا ابن عم رسول الله
فقال : هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا ’ فقبل زيد يد ابن عباس وقال : هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا- صلى الله عليه وسلم- (الشفا 2/608)
ولما دخل عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم أجمعين - في حاجة له على
عمر بن عبد العزيز
قال له عمر : إذا كانت لك حاجة فأرسل إلي أو اكتب فإني أستحي من الله أن يراك على بابي
(الشفا 2/608)
فنحن مع محبتنا الشديدة، وتقديرنا لآل بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا أننا لا نرفعهم فوق منزلتهم
التي أنزلهم الله إياها، ولا نبالغ في الغلو فيهم ،
فالنبي- صلى الله عليه وسلم- حذرنا من الغلو فيهم ،
فهو القائل: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد الله ورسوله "
(البخاري 3445) و مسلم وأحمد (1/23 ، 24) ، والدارمي (2/320)
والإطراء : هو المبالغة ومجاوزة الحد في المدح ، فما بالنا بمن يغلو فيمن هو دونه من آل بيته وغيرهم من الصالحين ، ويجعلونهم أندادا من دون الله ؟!!
والله من وراء القصد
كتبه / صلاح عبد المعبود