لا شك في عظم حق الوالدين على أولادهما؛ فقد قرن الله حقهما بحقه في قوله تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ وأمر - تعالى- بالإحسان إليهما في قوله تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا بل علم كيف يعاملهما ولدهما بقوله: فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وقال النبي - صلى الله عليه وسلم رضى الرب من رضى الوالدين وسخط الرب من سخط الوالدين والأدله كثيرة؛ وعلى هذا فإن الولد المذكور يعتبر عاقًا عاصيًا قد عمل ذنبًا من كبائر الذنوب، فعليه التوبة والاستغفار وعليه أن يرضى أباه ولو طلب منه ماله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم أنت ومالك لأبيك ومتي تمادي في العصيان والعقوق فإن للوالد الحق في مطالبته عند الحاكم ولو أدى ذلك إلى سجنه أو تغريمه، فهو أهل لذلك العصيان وخروجه عن طاعة أبيه ونسيانه فضله وإحسانه. والله أعلم.وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.