الواجب أن يعبد الله بالحب والخوف والرجاء، وقد مثل ذلك بعض العلماء الخوف والرجاء بجناحي الطائر والمحبة برأسه، فإذا قطع أحد الجناحين اختل طيرانه وتكسر، فإن قطع رأسه مات، فهكذا منزلة المحبة والخوف والرجاء من المسلم، مع أن بعض العلماء يرى تغليب جانب الرجاء عند المرض حتى يموت وهو يحسن الظن بربه، وتغليب الخوف في الصحة حتى يجتهد في العبادة ويحتقر أعماله، وعلى الواعظ أن يقتصر على أدلة الوعيد والتهديد وعقوبات المعاصي كما قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: في كتاب الجواب الكافي حيث سئل عن ذنب كبير إن استمر بصاحبه أهلك دنياه وآخرته، فعلى هذا إذا كثرت المعاصي، وأكب الناس عليها وتهافتوا على الملاهي وتساهلوا بارتكاب الذنوب، فلا بد من التخويف والتهديد وذكر أمثلة من العقوبات التي أحلها الله بالعصاة والمذنبين ليكون ذلك زاجرا عن اقتراف الذنوب. والله الموفق.
|
|
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين |
|