لا بأس بهذا التضمين ؛ فإن الجن فيهم مسلمون وصالحون كما قال تعالى عنهم: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ ؛ إلى قوله: وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ولا شك أن الصالحين لا يرضون بفعل المردة منهم أي باعتدائهم على الإنس وملابستهم . وقد ذكر لي أن امرأة أصابها صرع فبعد أن ضيق عليه الراقي مرة بعد مرة طلب منه أن يضمنه أحد من أقاربه فدلهم على أحدهم فذهب إليه رجل وخاطبه فجاء معه وتعهد أنه يحجزه ويمنعه من العودة إلى الإنسي فوفى بذلك ؛ حيث إن لهم القدرة على المنع والأخذ على أيدي المعتدين . لكن لا يجوز فعل الجاهلية وهو قول الإنسان إذا نزل بواد في البرية : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه لقوله تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا أي ما نفعوهم أو عظموهم بهذه الاستعاذة فكان ذلك من دعاء غير الله تعالى .