إذا كانت هذه الأحزاب مختلفة في العقيدة، فلا يجوز مُجالسة أهل البدع منهم، بل يلزم هجرهم بعد أن يعرفوا هذه البدعة، ويُصروا عليها، كالذين ينكرون الأسماء والصفات، ويصفون الله تعالى بالتعطيل عن صفات الكمال. وهكذا حزب القدرية الذين ينكرون قدرة الله على كل شيء، وهكذا حزب الجبرية الذين يدعون أن العبد مجبور على المعاصي، وتعذيبه عليها ظلم من الله.
وكذلك هجر القبوريين الذين يدعون الأموات مع الله، ويصرفون لهم خالص حق الله، وكذلك هجر غلاة الصوفية الذين يُفضلون الأولياء على الأنبياء، وكذلك هجر أهل التطرف الذين يأخذون من تعاليم الشرع ما يناسبهم، ويستحلون ما حرم الله بنوع من التأويل. فأما إذا كانوا لا يدينون بهذه البدع، ولا يفعلون المعاصي، ولا يستبيحون المحرمات فلا يجوز هجرهم. والله أعلم.
|