السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وضوء عجيب... ليس كوضوء الناس...
إنه يستشعر خروج الذنوب... مـــاء من نــــور ..
...•°´¯´°••°´¯´°••°´¯´°••°´¯´°•
سأل صاحبه وهو يحاوره:
كيــف تتوضأ ؟
قال ببرود :
كما يتوضأ الناس ..!!
فضحك ثم قال مبتسماً :
وكيف يتوضأ الناس ..؟!
ابتسمت ابتسامة باهتة وقلت :
كما تتوضأ أنت …!
قال في نبرة جادة :
أما هذه فلا .. لأني أحسب أن وضوئي على شاكلة أخرى
غير شاكلة (أكثر ) الناس ..
قلت على الفور : فصلاتك باطلة يا حبيبي .. !!
فعاد إلى ضحكه ، ولم أشاركه هذه المرة حتى الابتسام ..
•°´¯´°••°´¯´°••°´¯´°••°´¯´°•
ثم سكت وقال : يبدو أنك ذهبت بعيداً بعيدا ..
أنا أعني ، أنني أتوضأ وأنا في حالة روحية شفافة - علمني إياها شيخي -
فأجد للوضوء متعة ، ومع المتعة حلاوة ، وفي الحلاوة جمال ،
وخلال الجمال سمو ورفعة ومعانٍ كثيرة لا أستطيع التعبير عنها ..!!
وارتسمت علامات استفهام كثيرة على وجهي ..
فلم يمهلني حتى أسأل وواصل :
أسوق بين يديك حديثاً شريفاً فتأمل كلمات النبوة الراقية السامية جيداً :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إذا توضأ المسلم ، فغسل يديه كفر عنه ما عملت يداه ،
فإذا غسل وجهه كفر عنه ما نظرت إليه عيناه ،
و إذا مسح برأسه كفر به ما سمعت أذناه ،
فإذا غسل رجليه كفر عنه ما مشت إليه قدماه ،
ثم يقوم إلى الصلاة فهي فضيلة"
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب -
الصفحة أو الرقم: 187
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
•°´¯´°••°´¯´°••°´¯´°••°´¯´°•
وفي حديث آخر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"ما منكم من رجل يقرب وضوءه ، فيتمضمض ، ويمج ، ويستنشق ، فينتثر ،
إلا جرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه
ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله ،
إلا جرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ،
ثم يغسل يديه إلى المرفقين ،
إلا جرت خطايا يديه من أطراف أنامله مع الماء ،
ثم يمسح رأسه كما أمره الله ،
إلا جرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء
ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله ،
إلا جرت خطايا رجليه من أطراف أنامله مع الماء ،
فإن هو قام فصلى ، فحمد الله وأثنى عليه ، ومجده بالذي هو أهله ،
وفرغ قلبه لله ، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه"
الراوي: عمرو بن عبسة السلمي المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5804
خلاصة حكم المحدث: صحيح
•°´¯´°••°´¯´°••°´¯´°••°´¯´°•
وسكت صاحبي لحظات وأخذ يسحب نفسا من الهواء العليل منتشيا
بما كان يذكره من كلمات النبوة ..
ثم حدق في وجهي وقال :
لو أنك تأملت هذا الحديث جيداً ،
فإنك ستجد للوضوء حلاوة ومتعة وأنت تستشعر أن هذا الماء الذي
تغسل به أعضاءك ، ليس سوى نور تغسل به قلبك في الحقيقة !!
قلت : ياااااه !! كيف فاتني هذا المعنى ..!؟
والله أنني أتوضأ منذ سنوات طويلة غير أني لم أستشعر هذا المعنى ..
إنما هي أعضاء أغسلها بالماء ثم أنصرف
ولم أخرج من لحظات الوضوء بشيء من هذه المعاني الراقية …!
قال صاحبي وقد تهلل وجهه بالنور :
وعلى هذا حين تجمع قلبك وأنت في لحظات الوضوء ،
تجد أنك تشحن هذا القلب بمعانٍ سماوية كثيرة ، تصقل بها قلبك عجيباً ،
وكل ذلك ليس سوى تهيئة للصلاة ..!!
المهم أن عليك أن تجمع قلبك أثناء عملية الوضوء وأنت تغسل أعضاءك ..
قلت : هذا إذن مدعاة لي للوضوء مع كل صلاة ..
أجدد الوضوء حتى لو كنت على وضوء ..نور على نور .. ومعانٍ تتولد من معانٍٍ ..!!
قال وهو يبتسم :
بل هذا مدعاة لك أن تتوضأ كلما خرجت من بيتك لتواجه الحياة
وأحداثها بقلب مملوء بهذه المعاني السماوية !!
قلت وأنا أشعر أن قلبي أصبح يرف ويشف ويسمو:
بل هذا مدعاة لك أن تتوضأ كلما خرجت من بيتك لتواجه الحياة
وأحداثها بقلب مملوء بهذه المعاني السماوية !!
قال وهو يشعر أن قلبه أصبح يرف ويشف ويسمو:
أتعرف يا صاحبي .. أنك بهذه الكلمات قد رسمت لي طريقا جديداً في الحياة ،
ما كان يخطر لي على بال ،
وفتحت أمام عيني آفاقاً رائعة كانت محجوبة أمام بصري ..
فجزاك الله عني خير الجزاء .
•°´¯´°••°´¯´°••°´¯´°••°´¯´°•
منذ ذلك اليوم .. كلما همم ان يتوضأ ،
سرعان ما أستحضر كلمات صاحبه ، فيجد نفسه في حالة روحية رائعة
وهو يغتسل بالنور لا بالماء ..!!
يا لله كم من سنوات ضاعت من حياته ،
وهو بعيد عن هذه المعاني السماوية الخالصة .. يا حسرة على العباد …!!
لو وجد الناس دفقة من هذه المعاني السماوية تنصب في قلوبهم ،
لوجدوا أنسا ومتعة وجمالا وصقلا واضحا لقلوبهم أثناء عملية
غسل أعضائهم بهذا النور الخالص
•°´¯´°••°´¯´°••°´¯´°••°´¯´°•