يقول خبير القيادة ستيفن كوفي "اسمع أولاً لكي تفهم،ثم لكي يفهمك الآخرون بعد ذلك"
تطوير مهارة الاستماع والإنصات للزوجـة ، أو السعي لاكتسابها يساهم في حل العديد من المشكلات المعلقة ..
والحرص على الفهم والاستماع بدلا من فرض الرأي في الخلافات الخطوة الأولى في إيجاد الحل ويكون الأمر مستحيلاً في تسوية النزاعات إلا إذا كرس كلا الطرفين الوقت لاستيعاب وجهة نظر الآخر وقد يحتاج إلى شيء من الرفق والتودد..
فكم من مرة وقعت بينك وبين شريك الحياة جدال وترى نفسك فجأة تقول لم أكن أعلم أنك تعني ذلك !
تقول بيني فيرجسون في كتابها تحويل حياتك: (لقد كان زوجي بارعاً في التواصل ومن ثم كان قادراً على الفوز في كل المناقشات التي كانت تدور بيننا بالتلاعب بالظروف والملابسات. وكنت عادة أميل في النهاية إلى الدفاع عن نفسي ولا أكف عن البكاء وينتابني شعور بأنني مخطئة على الرغم من أنني في قرارة نفسي موقنة بأنني لست مخطئة.لقد تعلمت ألا أستجيب قط ،بل أن أواصل الاستماع.وبعدها كنت أقول: (يؤسفني أنك تنظرين الأمور من هذه الزاوية ،ولكنني أراها من زاوية أخرى).لقد كانت هذه استجابتي الوحيدة مهما كان غاضباً لأنني كنت أعلم أنني لو حاولت أن أجعله يرى الأمر من وجهة نظري أو أن أحاول أن أغيره بتعبير آخر فستبوء محاولاتي بالفشل ،وسينتهي بي الحال إلى الإحباط. لقد نجح هذا الأسلوب دائماً)

وتدشين سلوك الاستماع وفهم وجهات النظر في بعض الخلافات الزوجية أو حتى الأسرية يحتاج ممارسة فهي كغيرها من الأمور تحتاج إلى أقرار في الذات وعزيمة لاكتساب هذه المهارة ،وإبداء للطرف الآخر أنك منصت لما يقول للفهم وتسوية النزاع،والحفاظ في كل مرة على خلو جو الحوار من المشتتات والمقاطعة وفرض الآراء والقمع!
ذات مرة طلب من بيني فيرجسون أن تدير برنامج لمهارة الإنصات ، لمجموعة من المديرين التنفيذيين من فئة الشباب واصطحبوا معهم زوجاتهم فأرادت أن تدلل على أهمية الثلاث الدقائق لحل المشكلات بين الطرفين، فطلبت من كل زوجين انتقاء موضوع من حياتهم الشخصية ظل لفترة طويلة مثار خلاف!! وألزمت كل طرف بمراعاة قواعد السماح من كل طرف للآخر بالحديث لثلاث دقائق دون أي مقاطعة وطبق المعنيون البرنامج واستمر التمرين 45 دقيقة ،وعند انتهاء الوقت اكتشفت أن عددا منهم داهمه البكاء، والبعض الآخر في عناق وبدا عليهم التعاطف .
وقالت إحدى الزوجات التي استفادت من هذا التمرين إن هذه المرة الأولى التي شعرت فيها أن زوجي ينصت لي لفترة امتدت لأكثر من 15 سنة !!

وقال أحد الأزواج أنه لم يدرك المسألة التي كانت تتحدث عنها زوجته لشهور طويلة مما ضاعف المشكلة ، وأما الآن فقد استوعبت المسألة وتمكنت من حلها ..
فعلاً كان تمرينا رائعا فلماذا لا يطبق ذلك في الحياة الأسرية والاجتماعية، لتسوده السعادة والرضا..وحفظ الكيان الأسري والمجتمعي من التفكك!