بتـــــاريخ : 7/17/2011 6:09:57 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 923 0


    شَجَرَّةً الّـشَهِوَاتِ

    الناقل : adham ahmed | العمر :37 | الكاتب الأصلى : محمد المصراوى | المصدر : www.shamsqatar.com

    كلمات مفتاحية  :
    الشهوات شجرة

     



    أضَرُّ الْأُمُوْرِ عَلَىَ الْعَبْدِ أَنْ يَقُوْلَ : سَوْفَ أَتُوْبُ ، وَسَوْفَ أَعْمَلَ صَالِحَا ، وَلَكِنْ الْشَّيْطَانُ يَقُوْلُ لَهُ : إِلَىَ أَنْ تُكَبِّرُ ، أَنْتَ مَازِلْتَ شَابّا فَتَمَتَّعْ بِشَبَابِكَ ، فَيَسْتَمِرُّ عَلَىَ الْمَعَاصِيْ ، وَقَدْ يَخْطَفُهُ الْمَوْتِ وَهُوَ فِيْ رَيْعَانِ الْشَّبَابِ .
    وَإِذَا عَجَزَ عَنْ الْتَّوْبَةِ الْيَوْمَ ، فَهُوَ فِيْ الْمُسْتَقْبَلِ أَعْجَزُ .
    فَمَثَلُ مَنْ يُؤَجِّلُ الْتَّوْبَةَ وَالْإِقْلَاعِ عَنِ الْذُّنُوبِ ،كَمَثَلِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْلَعَ شَجَرَةِ مِنْ فِنَاءِ دَارِهِ فَوَجَدَهَا رَاسِخَةً الْجُذُوْرُ فِيْ الْأَرْضِ ثَابِتَةٌ ، فَقَالَ : أَعُوْدُ إِلَيْهَا فِيْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَأَقْتَلْعَهَا ، وَمَا عَلِمَ أَنَّ الْشَّجَرَةَ فِيْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ سَوْفَ تَزْدَادُ رُسُوْخا فِيْ الْأَرْضِ ، وَسَوْفَ يَزْدَدْ هُوَ ضَعْفَا كَذَلِكَ .
    شَجَرَةٍ الْشَّهَوَاتِ : كُلَّمَا اسْتَمَرَّ الْعَبْدُ عَلَىَ الْمَعَاصِيْ وَأَكْثَرَ مِنْهَا تَزْدَادُ رُسُوْخا فِيْ أَرْضِ قَلْبِهِ ،وَيَزْدَادَ هُوَ بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَىَ الْمَعَاصِيْ ضَعْفَا ، فَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَزْدَادُ مَحَبَّةً لِلْشَّهَوَاتِ وَضَعْفَا عَنِ الْإِقْلاعِ عَنْهَا حَتَّىَ يُنْزِلَ عَلَيْهِ الْمَوْتَ ، وَهُوَ عَلَىَ هَذِهِ الْحَالِ .

    قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ الْلَّهُ :

    كَيْفَ يَكُوْنُ عَاقِلَّا مَنْ بَاعَ الْجَنَّةَ بِمَا فِيْهَا بِشَهْوَةٍ سَاعَةً ؟
    أَحْذَرُ أَنْ يَنْطَبِقُ عَلَيْكَ هَذَا الْمِثَالِ .
    وَهَذَا مَثَلٌ يُضْرَبُ لِلْإِنْسَانِ الْغَافِلِ الْلَّاهِيَ الَّذِيْ لَا يَعْبَأُ بِمَصِيْرِهِ ، فَغَنّ مِثْلِهِ كَمَثَلِ الْكَبْشَ الَّذِيْ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ ، وَالْسِّكِّيْنَ الَّتِيْ سَوْفَ يُذَبِّحُ بِهَا تَشْحَذُ أَمَامَهُ ، وَالْتَّنُّوْرَ يُسْجَرُ اسْتِعْدَادَا لطَهِيْهُ ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ لَا يُرَىَ إِلَّا شَهْوَتَهُ ، فَإِذَا كَانَ هَذَا لَائِقَا بِالْحَيَوَانِ فَإِنَّهُ لَا يَلِيْقُ بِالْآدَمِيِّ الْعَاقِلِ الَّذِيْ يُفْهَمُ وَيَقْدِرُ الْعَوَاقِبِ .
    قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ رَحِمَهُ الْلَّهُ :
    أَيُّ عَبْدٌ أَعْظَمَ حَالِا مِنَ عَبْدِ يَأْتِيَهِ مَلَكٌ الْمَوْتِ وَحْدَهُ ، وَيَدْخُلُ قَبْرِهِ وَحْدَهُ ، وَيُوَقِّفُ بَيْنَ يَدَيَّ الْلَّهُ وَحْدَهُ ، وَمَعَ ذَلِكَ ذُنُوْبٍ كَثِيْرَةً وَنِعْمَ مَنْ الْلَّهِ كَثِيْرَةٌ .

    كُــــيُــــفً تَــــوَاجْــــهِ الْــــشَــــهِــــوَّةٍ ؟

    1 : تَقْوِيَةِ الْوَازِعِ الْإِيْمَانِيِّ :

    بِالْإِكْثَارِ مِنَ الْعِبَادَاتِ بِجَمِيْعِ أَنْوَاعِهَا . مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآَنِ ، وَذَكَرَ الْلَّهَ ، وَحُضُوْرُ الْدُّرُوسِ ، وَالُمَحَافَظَةَ عَلَىَ الْأَذْكَارِ فِيْ جَمِيْعِ الْأَوْقَاتِ وَالْمُوَاظَبَةَ عَلَىَ الْصَّلَوَاتِ فِيْ الْمَسَاجِدِ .

    2 : الصُّحْبَةِ وَالْبِيْئَةَ الْصَّالِحَةُ :

    الَّتِيْ لَا تُذْكَرُ بِالْمَعْصِيَةِ إِذَا كُنْتَ بَعِيْدَا عَنْهَا ، فَضْلَا عَنِ أَنَّ تُعِيْنُكَ عَلَىَ ارْتِكَابِهَا ، وَالَّتِي تُذَكِّرُكَ إِذَا نَسِيَتَ أَوْ غَفَلْتُ ، وَتُعِيّنكَ عَلَىَ كُلِّ خَيْرٍ وَطَاعَةِ ، وَكَمَا قِيَلَ :"الصَّاحِبُ سَاحِبّ ".

    3 : الْابْتِعَادُ عَنْ الْأَجْوَاءِ الْمُحَرِّكَةِ لِلْشَّهَوَاتِ :

    مِنْ رُؤْيَةِ الْنِّسَاءِ ، أَوْ الِاخْتِلَاطِ بِهِنَّ ، أَوْ مُطَالَعَةِ الْمَجَلَّاتِ أَوْ الْفَضَائِيَّاتِ الَّتِيْ تُحَرِّكُ الْشَّهَوَاتِ وَتَدْعُوَ إِلَيْهَا .

    4 : كَثْرَةِ الْدُّعَاءِ :

    وَكَانَ مِنْ أَدْعِيَةِ الْرَّسُوْلِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" ..... وَأَعُوْذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ..... " ( الْدُّعَاءِ الَّذِيْ بَعْدَ الْتَّشَهُّدِ ) .
    " الْلَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوْبِ ثَبِّتْ قَلْبِيْ عَلَىَ دِيْنِكَ " .
    " الْلَّهُمَّ يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوُبِ صَرِّفْ قَلْبِيْ إِلَىَ طَاعَتِكَ " .
    حَـجَـبِـتَ الُـنَـارَ بِـالّـشَـهِـوَاتِ ، وَحَـجَـبِـتَ الُـجَـنَـةً بِـالّـمْـكُـارَهُ :
    عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُوْلَ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " حَجَبْتَ الْنَّارِ بِالْشَّهَوَاتِ ، وَحَجَبَتْ الْجَنَّةِ بِالْمَكَارِهِ "( مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ) ، وَفِيْ رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ : " حُفَّتْ " بَدَلَ " حُجِبَتْ " وَهُوَ بِمَعْنَاهُ .

    قَالَ الْإِمَامُ النَّوَوِيُّ :

    أَيُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا هَذَا الْحِجَابُ ، فَإِذَا فَعَلَهُ دَخَلَهَا .
    فَاجْتِنَابِ الْمُحَرَّمَاتِ وَفَعَلَ الْوَاجِبَاتِ مَكْرُوْهٌ إِلَىَ الْنُّفُوْسِ وَشَدِيْدِ عَلَيْهَا ، فَإِذَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَىَ تَرْكِ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ ، وَفَعَلَ الْوَاجِبَاتِ فَهَذَا مِنْ أَسْبَابِ دُخُوْلِ الْجَنَّةِ .
    تَأَمَّلْ هَذَا الْكَلَامَ جَيِّدَا .
    قَالَ الْشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِيْنَ رَحِمَهُ الْلَّهُ :

    وَاعْلَمْ عِلْمَ إِنْسَانٍ مُجَرَّبٌ أَنَّكَ إِذَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَىَ طَاعَةِ الْلَّهِ ، أَحْبَبْتَ الْطَّاعَةِ وَأُلْفَتَهَا ، وَصِرْتُ بَعُدَ مَا كُنْتَ تَكْرَهُهَا تَأْبَىْ نَفْسَكَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَخَلَّفُ عَنْهُا .
    وَنَحْنُ نَجِدُ بَعْضُ الْنَّاسِ يَكْرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ مَعَ الْجَمَاعَةِ ، وَيَثْقُلُ عَلَيْهِ ذَلِكَ عِنْدَمَا يَبْدَأُ فِيْ فِعْلِهِ ، لَكِنْ إِذَا بِهِ بَعْدَ فَتْرَةٍ تَكُوْنَ الْصَّلَاةُ مَعَ الْجَمَاعَةِ قُرَّةَ عَيْنِهِ ، وَلَوْ تَأْمُرُهُ أَلَا يُصَلِّيَ لَا يُطِيْعَكَ ، فَأَنْتَ عَوْدٌ نَفْسَكَ وَأَكْرَهَهَا أَوَّلِ الْأَمْرِ ، وَسَتُلَيِّنَ لَكِ فِيْمَا بَعْدُ وَتَنْقَادُ


     

    كلمات مفتاحية  :
    الشهوات شجرة

    تعليقات الزوار ()