أبو بكر الصديق خليفة رسول الله ـ صلاة الرواتب وتكميلها لما ينقص من الفرائض |
...فاعلموا أيها الناس أن الله بعث محمد في خير القرون بعثه حين كان الناس أحوج ما يكونون إلى الرسالة بل هم في ضرورة إليها فأختار الله لهم فأختار الله له أقواماً عرفوا نعمة الله عليهم بالإسلام فقاموا به أتم قيام فاتقوا الله أيها المسلمون واعرفوا ما لهؤلاء الصحابة من الفضائل العديدة والخصال الحميدة الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به وكان منهم الخلفاء الراشدون الأئمة المهديون الذين قاموا بالخلافة بعد نبيهم خير قيام فحافظوا على الدين وساسوا الأمة بالعدل والحزم والتمكين فكانت خلافتهم أفضل خلافة في التاريخ في مستقبل الزمان وماضيه تشهد بذلك أفعالهم وتنطق بذلك آثارهم وكان أجلهم قدرا وكان أجلهم قدرا وأعلاهم فخرا أبا بكر الصديق رضي الله عنه عبد الله بن عثمان فما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين خير من أبي بكر خلف النبي صلى الله عليه وسلم في أمته بإشارة من بإشارة من . . . . . . .
|
|
|
تاريخ التحديث : Jun 15, 2004
|
|
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الحمد لله الذي بعثه نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم في خير القرون وأختار له من الأصحاب أكمل الناس عقولا وأقومهم دينا وأغزرهم علما وأشجعهم قلوبا قوماً جاهدوا في الله حق جهاده فأقام الله بهم الدين وأظهرهم على جميع العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فاعلموا أيها الناس أن الله بعث محمد صلى الله عليه وسلم في خير القرون بعثه حين كان الناس أحوج ما يكونون إلى الرسالة بل هم في ضرورة إليها فأختار الله له أقواماً عرفوا نعمة الله عليهم بالإسلام فقاموا به أتم قيام فاتقوا الله أيها المسلمون واعرفوا ما لهؤلاء الصحابة من الفضائل العديدة والخصال الحميدة الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به وكان منهم الخلفاء الراشدون الأئمة المهديون الذين قاموا بالخلافة بعد نبيهم خير قيام فحافظوا على الدين وساسوا الأمة بالعدل والحزم والتمكين فكانت خلافتهم أفضل خلافة في التاريخ في مستقبل الزمان وماضيه تشهد بذلك أفعالهم وتنطق بذلك آثارهم وكان أجلهم قدرا وأعلاهم فخرا أبا بكر الصديق رضي الله عنه عبد الله بن عثمان فما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين خير من أبي بكر خلف النبي صلى الله عليه وسلم في أمته بإشارة من النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في صحيح البخاري أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فأمرها أن ترجع إليه فقالت ارأيت إن لم أجدك قال:(فأتي أبا بكر ) وهم صلى الله عليه وسلم أن يكتب كتاباً لأبي بكر يجعله الخليفة من بعده ثم قال (يأبى الله والمسلمون إلا أبى بكر وفي رواية معاذ الله أن يختلف المسلمون في أبا بكر ) وخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في الصلاة والحج فقد أمر أن يصلى أبو بكر بالناس حين مرض النبي صلى الله عليه وسلم وجعله أميراً على الناس في الحج سنة تسع من الهجرة وكل هذا إشارة إلى أنه الخليفة من بعده ولو كان أحد يستحق الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم سوى أبي بكر لخلفه النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة والحج لما خلفه النبي صلى الله عليه وسلم على إمامة المسلمين في الصلاة وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين وخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المسلمين في الحج وهو أعظم مجتمع يكون فيه المسلمون دل ذلك دلالة ظاهرة على أنه الخليفة بعده في أمته في جميع شئونهم كان أبو بكر رضي الله عنه من سادات قريش وأشرافهم وأغنياهم شهد له بن الدغنة سيد القارة أمام أشراف قريش بما شهدت به خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم حين قال له إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقريء الضيف وتعين على نوائب الحق وهذه الأخلاق الفاضلة هي التي شهدت بها خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بادر أبو بكر رضي الله عنه إلى الإيمان به وتصديقه ولم يتردد حين دعاه إلى الإيمان ولازم النبي صلى الله عليه وسلم طول إقامته بمكة وصحبه في هجرته ونص الله تعالى على هذه الصحبة حين قال في كتابه: ( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا )ولازم النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وشهد معه جميع الغزوات وأسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وأشترى سبعة من المسلمين يعذبهم الكفار بسبب إسلامهم فأعتقهم رضي الله عنهم منهم بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامر بن فهيرة الذي صحبهما في هجرتهما ليخدمهما كان أبو بكر رضي الله عنه أعلم الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ومدلول كلامه وفحواه فقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في أخر حياته وقال:(إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فأختار ما عند الله ) ففهم أبو بكر رضي الله عنه أن المخير رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى فعجب الناس من بكائه لأنهم لم يفهموا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ما فهم وكان رضي الله عنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك نقول نحن أنه أحب الناس إلينا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس:(إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته ) وجاء مرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان بيني وبين أبن الخطاب شئ فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى فأقبلت إليك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك يا أبا بكر ) ثم إن عمر رضي الله عنه ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أسم أبو بكر قالوا لا فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ما يكره فجثا رضي الله عنه على ركبتيه فقال يا رسول الله والله أنا كنت أظلم والله أنا كنت أظلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي فهل أنتم تاركوا لي صاحبي ) فما أوذي رضي الله عنه بعد ذلك وكان رضي الله عنه أثبت الصحابة عند النوازل وأشدهم قلبا ففي صلح الحديبية لم يتحمل الكثيرون من الصحابة الشروط التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش وكان من الشروط أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية دون أن يكمل عمرته وأن من جاء من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم رده إليهم وإن كان مسلما ومن جاء من المسلمين إلى قريش لم يردوه إلى المسلمين فشق ذلك على المسلمين وراجعوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى إن عمر بالغ في مراجعة النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:(إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري) فذهب عمر إلى أبي بكر رضي الله عنه يجادله في ذلك فقال أبو بكر أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فأستمسك بغرزه فو الله إنه لعلى الحق فكان جواب أبي بكر كجواب النبي صلى الله عليه وسلم سواء بسواء وفي هذا دليل على أنه أكمل الصحابة وأشدهم ثباتاً في مواطن الضيق ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أندهش المسلمون لذلك حتى قام عمر رضي الله عنه وعمر من تعرفونه أشد الناس بأساً وأقواهم تحملا ولكنه في هذه الحادثة العظيمة قام رضي الله عنه وأنكر موته وقال والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وليبعثن الله فليقطعن أيد رجال وأرجلهم ولكن أبا بكر رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم من بستان كان له خارج المدينة فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله وقال بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتا ثم خرج إلى الناس فصعد المنبر فخطب الناس بقلب ثابت ألا من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت وتلا قوله تعالى:(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) وقوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) فعرف الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات ولما أراد أن ينفذ جيش أسامة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم راجعه عمر وغيره من الصحابة أن لا يسير الجيش من أجل حاجتهم إلى هذا الجيش في قتال أهل الردة لأن بعض العرب أرتد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فأشار بعض الصحابة ومنهم عمر على أبي بكر رضي الله عنه أن لا يسير الجيش وأن يحبسه في المدينة من أجل قتال أهل الردة ولكنه رضي الله عنه صمم على تنفيذه وقال والله لا أحل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أن الطير تخطفنا وكان في ذلك مصلحة عظيمة فإن القوم الذين ارتدوا لما رأوا أن أهل المدينة سيروا إلى أطراف الشام جيشاً قالوا إن لهم قوة فرجع بعضهم إلى الإسلام بعد أن خرج منه وهذا من بركة تنفيذ ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرتد من أرتد من العرب ومنعوا الزكاة عزم رضي الله عنه على قتالهم فراجعه بعض الصحابة في ذلك ولكنه صمم على قتالهم قال عمر رضي الله عنه فعرفت أن ذلك هو الحق ووصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه إي وصف أبا بكر فقال كنت أول الناس إسلاما وأخلصهم إيمانا وأحسنهم صحبة وأشبههم برسول الله صلى الله عليه هدياً وسمتا وأكرمهم عليه خلفةً في دينه أحسن خلافة حين ارتدوا ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف متواضعاً في نفسك عظيماً عند الله أقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم هكذا وصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه تولى أبو بكر الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسار في الناس سيرة حميدة وبارك الله له في مدة خلافته على قلتها فكانت سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال ومات رضي الله عنه ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء ليلة ثلاثة وعشرين من جمادى الثانية سنة ثلاثة عشر من الهجرة وكان من بكرته أن خلف على المسلمين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإن هذا بلا شك من حسنات أبي بكر رضي الله عنه وعن عمر وعن جميع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين فاتقوا الله أيها المسلمون واعرفوا لهذا القوم فضلهم وترضوا عنهم وأحبوهم فإن الإسلام إنما جاءكم من قبلهم هم الذين نقلوا كتاب الله هم الذين نقلوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسأل الله تعالى أن يرضى عنهم وأن يجزئهم عن أمة محمد خيرا ونسأل الله أن يتبعنا آثارهم ونسأل الله تعالى أن يتوفانا على ملة محمد صلى الله عليه وسلم وأن يحشرنا معهم إنه جواد كريم واسمعوا قول الله عز وجل: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو غفور رحيم ... الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير ومن تبعهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد
|
أيها الناس اتقوا الله تعالى وأقيموا الصلاة أقيموها على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(صلوا كما رأيتموني أصلي) وأعلموا أنه ما من إنسان إلا وهو خطأ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل إنسان يؤدي العبادة فلابد أن يكون فيها شيء من النقص أما في فعل ما لا ينبغي أن يفعل وإما في ترك ما ينبغي أن يفعل ولكن الله بفضله جعل لكل فريضة نافلة من جنسها فللصلوات المفروضة نوافل تكملها وللزكاة المفروضة صدقات تكملها وللصيام المفروض صيام يكمله وللحج المفروض حج يكمله وهذا من نعمة الله علينا لأن النقص الذي يحصل في الفرائض تكمله هذه النوافل فمن النوافل التي تتبع الفرائض الرواتب التابعة لها وهي ركعتان قبل الفجر وهاتان الركعتان قال فيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) هاتان الركعتان خير من الدنيا وما فيها ليست الدنيا التي تبقى فيها وتعيش ولكنها الدنيا كلها من أولها إلى أخرها هاتان الركعتان خير من الدنيا وما فيهما وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يخففهما ولا يطيل فيهما حتى كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصف تخففه لهاتين الركعتين فتقول:(إني أقول أقرأ بأم القرآن ) وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الركعة الثانية قل هو الله أحد وذلك بعد الفاتحة وربما قرأ في الركعة الأولى قوله تعالى: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ) إلى أخر الآية في سورة البقرة وفي الركعة الثانية: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ) إلى أخر الآية في سورة آل عمران ومن الرواتب أربع ركعات قبل صلاة الظهر وبعد الأذان يسلم من كل ركعتين وركعتان بعد صلاة الظهر فهذه ست ركعات تابعة للظهر المغرب راتبتها تكون بعدها والعشاء الآخرة تكون بعدها فهذه أثنتا عشرة ركعة ركعتان قبل صلاة الفجر وبعد الأذان وأربع ركعات قبل صلاة الظهر وبعد الآذان يسلم من كل ركعتين وركعتان بعد الظهر وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء أما صلاة العصر فليس لها راتبة قبلها فاحرصوا أيها المسلمون على هذه الرواتب لتكملوا ما نقص من فرائضكم واختموا صلاة الليل بالوتر وأقله ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة فمن أوتر بركعة فقد أتى بالوتر ومن أوتر بثلاث كان أفضل فإن شاء سلم من ركعتين ثم أتى بالثلاثة وإنشاء سردها جميعاً بتشهد واحد وسلام واحد وإن أوتر بخمس فهو أفضل ولكنه لا يجلس فيها إلا مرة واحدة في أخر ركعة وإن أوتر بسبع فهو أفضل ولكنه لا يجلس إلا في أخرها أيضا في أخر ركعة وإن أوتر بتسع فهو أفضل ولكنه يجلس في الثامنة فيتشهد ولا يسلم ثم يصلى التاسعة ويتشهد ويسلم وإن أوتر بإحدى عشرة فهو أفضل يسلم من كل ركعتين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل وإن فعل هذا أحياناً وهذا أحياناً على حسب نشاطه كان ذلك أتبع للسنة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاتته صلاة الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة وعلى هذا فإذا فاتك في الليل فصله من النهار ولكن صله شفعا فإذا كان من عادتك أن توتر ثلاثة مثلا فصلي أربعا وإذا كان من عادتك أن توتر بخمس فصلي ست إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة أن تجتمعوا على دين الله ولا تتفرقوا فيه فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه حيث قال جل من قائل عليما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد،اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا، اللهم توفنا على ملته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم اجعلنا من التابعين لهم بإحسان يا رب العالمين عباد الله إن الله تعالى قد أمركم بالدعاء ووعدكم بالإجابة فادعوا الله مخلصين له الدين ادعوا الله تعالى بقلوب راجية غير آيسة ولا قانتة فإنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون ولا يقنط من رحمة الله إلا القوم الضالون، أيها المسلمون إن الله قد يمنع شيئاَ من فضله عن عباده حكمة منه لعلهم يلجئون إليه ويرجعون إلى طاعته والله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين أيها المسلمون إن المطر قد تأخر عنكم ولكن الله تعالى له الحكمة في ذلك فأكثروا من دعاء الله عز وجل وألجئوا إليه وأعلموا أنه لا يكشف السوء إلا الله ولا يدفع الضرر إلا الله ولا يأتي بالخير إلا الله ولكنه يقول في كتابه: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)ويقول عز وجل: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) فنسأل الله أن يعفوا عنا جميعا وأن يغفر لنا ويرحمنا وأن يرزقنا التوبة إليه والإنابة إليه والخشوع له إنه جواد كريم أيها المسلمون إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد رجل وهو يخطب يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فأدعو الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه ورفع الناس أيديهم معه وسأل الله وسأل الله أن يغيثهم ثلاث مرات فما نزل من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته أيها المسلمون ادعوا الله تعالى أن ينزل عليكم الغيث في هذا المكان وفي غيره فإن الله قريب مجيب اللهم إنا نسألك أن تغيثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانتين، اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانتين، اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانتين، اللهم إنا عبادك الفقراء إليك وأنت ربنا الغني عنا اللهم إنا نسألك أن تمن علينا بالعفو والمغفرة والرحمة يا رب العالمين، اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا، اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
|