ا
لدكتور هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بلهارس
محمد فهمى يسأل والدى عنده تليف بالكبد، وبؤرة كبدية سرطانية، هل هناك شفاء لحالته إذا تم زراعة الكبد له؟
يجيب الدكتور هشام الخياط، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بلهارس قائلا: "هناك شفاء إذا تم اختيار المريض المناسب حسب معايير مقننة، وحسب البرتوكولات المتعارف عليها سواء برتوكولات برشلونة أو ميلانو، حيث يتم التعامل مع البؤر السرطانية فى الكبد المتليف حسب حجم البؤرة وعددها وحالة الكبد ووجود دوالى مرىء أو صفراء من عدمه هذا، بالإضافة إلى وجود أى مشاكل صحية اخرى غير الكبد، كما أن انتشار الورم سواء بالوريد البابى المغذى للكبد أو الغدد الليمفاوية أو فى أى مكان آخر من الجسم يحدد أيضا اختيار العلاج المناسب فى مثل هذه الحالات، وعليه فإن العلاج الأمثل لوجود بؤرة سرطانية أقل من 5 سم أو ثلاثة بؤر أقل من 3 سم فى نفس الفص هو الاستئصال الجراحى شريطة أن يكون حالة الكبد جيدة وعدم وجود أى مؤشرات لدوالى المرىء، وفى هذه الحالة تكون نسبة الشفاء التام مع عدم ارتداد الورم مرة أخرى فى خلال 5 سنوات بعد العلاج 80%.
أما إذا كانت البؤرة الكبدية السرطانية بنفس التوصيف السابق فى وجود صفراء فى الدم أو دوالى مرىء وعدم وجود انتشار للورم فى الوريد البابى أو فى الغدد الليمفاوية يكون العلاج الأمثل هو زراعة الكبد، حيث إنه فى هذه الحالة تكون نسبة الشفاء والحياة بعد 5 سنوات من الزراعة 60 %، مع العلم أن نسبة ارتداد الورم تكون أقل من 35 % حتى بعد 5 سنوات من الزراعة إذا ما تم اختيار المريض المناسب للزراعة، كما سبق وتم توصيفه.
أما إذا كانت الحالة كما سبق من حجم البؤر أو عددها بمعنى أن تكون هناك بؤرة واحدة أقل من 5 سم أو وجود ثلاثة بؤر أو أقل حجمها 3 سم أو أقل فى وجود حالة غير جيدة للكبد ووجود مشاكل صحية تمنع المريض من التعرض لتخدير كلى فترة طويلة مثل جلطات القلب أو المخ السابقة يكون العلاج الأمثل هو الكى بالتردد الحرارى أو الكى بالميكروويف ويتميز الكى بالميكروويف بأنه أكثر أمانا.
ويتميز أيضا بالسرعة فى كى الورم وعدم تأثره بوجود اوعية دموية بجوار الورم، أما إذا كان الورم حجمه كبيرا أكبر من 5 سم أو فى وجود بؤر أكثر من ثلاثة يتم التعامل مع الورم بإدخال قسطرة شريانية حتى الوعاء المغذى للورم الذى يتم حقنة بالعلاج الكيماوى مباشرة، ثم يتم غلقه بمادة معينة لغلق الشريان المغذى للورم، ومن ثم التأكد من القضاء على الورم تماما، أما فى حالة وجود انتشار للورم سواء عن طريق الوريد البابى أو فى الغدد الليمفاوية يتم إعطاء دواء، حديث يسمى "سورا فنيب"، وهو دواء جديد يمنع تكاثر الخلايا السرطانية فى الورم، بالإضافة إلى حرم الورم من الأوعية الدموية المغذية له مما يساعد على انكماش الورم وصغر حجمة أثناء العلاج بهذا الدواء الجديد، وعليه فإن اختيار المريض المناسب فى حالة زراعة الكبد يؤتى بثماره بعد 5 سنوات من الزراعة، ويجب على الطبيب اختيار المريض المناسب لكل مرحلة من مراحل العلاج المختلفة.
والجدير بالذكر أن علاج الأورام الكبدية يتم تحت إشراف استشارى الكبد واستشارى زراعة الكبد واستشارى التخدير بالأشعة واستشارى أورام الكبد، وذلك تحت مظلة الفريق الطبى الواحد وباستخدام البرتوكولات المتعارف عليها فى مثل هذه الحالات.