أكد الدكتور صلاح جودة، مدير مركز البحوث الاقتصادية، أن أحمد البردعى يعد ذراع جمال مبارك، حيث استغل وظيفته كرئيس "بنك القاهرة" فى منح أعضاء الشلة، وهم كل من أحمد عز ومحمد أبوالعينين وأحمد بهجت ومجدى راسخ قروضا بأكثر من 10 مليارات جنيه.
وقال فى سلسلة الدراسات الاقتصادية حول "شلة الوريث"، التى أطلق عليها عنوان "فاسدون حول الوريث"، إن أحمد البردعى كان ذراع جمال مبارك فى نهب أموال البنوك وتوزيعها على رجال الأعمال.
وأضاف أن رئيس "بنك القاهرة" السابق لم يكن يتوقع أن صداقته بجمال مبارك ستفتح له أبواب الحظ على مصراعيها، وتحوله إلى أحد أهم قيادات القطاع المصرفى.
وقال إن كل ما كان يتمناه أحمد البردعى عندما اقترب من نجل الرئيس أن ينال رضاه ويعين فى وظيفة بنكية براتب كبير، لكن بمرور الأيام تحول إلى ذراع جمال مبارك يساعده فى تنفيذ سياساته فى البنوك، ويتلقى أوامره بصرف قروض لرجال الأعمال المقربين وتسوية قروض لآخرين.
وأضاف أن البردعى كان لا يتوانى فى تنفيذ أوامر نجل الرئيس، قبل أن ينقلب عليه ويجبره على الخروج مرغما من رئاسة "بنك القاهرة"، بعد تفجر ملف المخالفات فى البنك.
أوضح أن علاقة البردعى مع جمال بدأت عندما عمل جمال موظفا فى بنك أوف أمريكا ولم تكن علاقتهما قوية فى البداية، ولكن سرعان ما تغيرت الأحوال حيث تقرب البردعى إلى جمال بمشروع لتطوير قطاع البنوك، عندما كان جمال عضوا بمجلس إدارة "البنك العربى الإفريقى".
وأشار إلى أن جمال اكتشف بعض المهارات الخاصة لدى البردعى، بجانب قدرته الهائلة على مدحه، فقربه إليه وجعله أحد رجاله، خصوصا حين صار الاثنان أعضاء فى مجلس إدارة البنك العربى الإفريقى.
وأوضح أنه مع صعود جمال السياسى وصل البردعى بسرعة الصاروخ إلى منصب رئيس البنك العربى الإفريقى، ثم تم تعيينه رئيسا لبنك القاهرة وسط اعتراض عدد كبير من المتخصصين، لكنه لم يخيب ظن المعترضين وحقق فشلا ذريعا فى إدارة البنك، بسبب المخالفات وكثرة المتعثرين خلال رئاسته، حيث وصلت محفظة الديون المتعثرة قبل أن يغادر البنك إلى 10 مليارات جنيه، مما دفع جمال إلى التخلى عن صديقه.
وقال إن البردعى ساهم أثناء رئاسته للبنك العربى الإفريقى، الذى ما زال يحتفظ بعضوية مجلس إدارته فى منح عدد كبير من رجال الأعمال قروضاً هائلة بالمليارات، حيث منح محمد أبوالعينين وحده 700 مليون جنيه، إلى جانب منح قروض لآخرين مثل أحمد بهجت، ومنصور عامر ومجدى راسخ صهر الرئيس المخلوع، وعدد كبير من رجال الأعمال، كما ساعد رجل الأعمال إبراهيم كامل وقام بجدولة ديونه لبنك القاهرة ومنحه آجلاً للسداد نتيجة لعلاقته الوثيقة بنجل الرئيس.
أضاف أن البردعى دخل فى حرب إعلامية مع بعض رجال الأعمال كان أشهرها حربه مع "رامى لكح" لأنه اتهمه بتدمير "بنك القاهرة" وإفساد الاقتصاد المصرى، وقال إن لديه أدلة تؤكد أن البردعى باع فيللته الخاصة ليسدد قرضا حصل عليه عميل من البنك.
وقال إن جمال مبارك استعان بالبردعى فى إنشاء كيان مشبوه اسمه صندوق مصر للاستثمار، الذى تم تأسيسه فى 23 يوليو عام 1996 فى مدينة لكسمبورج، بالاشتراك مع رجال الأعمال إبراهيم كامل، وتهدف الشركة إلى تحقيق أرباح متوسطة وطويلة الأجل، من خلال الاستثمار فى أسهم الشركات التى يتم أدراجها فى سوق البورصة المصرية وشغل إبراهيم كامل رئاسة الصندوق.
أوضح أن إبراهيم كامل استقال من رئاسة الصندوق، بعد ذلك ليحتفظ بالعضوية فقط، ليخلفه "البردعى" فى رئاسة الصندوق، الذى كان أحد مصادر ثروة جمال قبل أن ينضم لمعاونة نجل الرئيس فى شركة "أنفيستمنت"، التى أنشأها لبيع ديون مصر.