اول مجاهده في البحر
وهي "أم حرام بنت ملحان بن خالد الأنصارية النجارية"
خالة الصحابي المشهور أنس بن مالك وهي زوج الصحابي الجليل
عبادة بن الصامت م جميعاً ، كما أنها إحدى خالات الرسول من الرضاع .
روت عن النبي خمسة أحاديث وروى عنها أجلاء الصحابة والتابعين ،
منهم زوجها عبادة بن الصامت ، وعمير بن الأسود ، وعطاء ابن يسار ، ويعلى بن شداد بن أوس .
كان رسول الله يأتي مسجد قباء ماشياً أو راكباً فيصلى ركعتين كما ذكر ذلك ابن عمر ..
وفي قباء بنى المسجد الذي أسس على التقوى الذي نزلت فيه الآية الكريــمة
{ لَمَسجد أسس على التقوى من أول يوم أحقّ أن تقوم فيه } ..
وفي هذه البقعة المباركة قباء ، كانت أم حرام تقيم فيها وتعد من أهلها
وكان لها منزلة معتبرة عند رسول الله فقد ورد أنه كان يكرمها ويزورها في بيتها ويقيل عندها ويصلى أحيانا.
أخرج مسلم بسنده عن أنس قال: « دخل النبي علينا ، وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي ..
فقال : قوموا فلأصلي بكم ـ في غير وقت صلاة ـ فصلى بنا ،
ثم دعا لنا أهل البيت بكل خير من خير الدنيا والآخرة »
فأي خير أعظم من زيارة النبي لها والدعاء لها بخير الدنيا والآخرة ؟!
وروى عنها ابن عساكر بسنده عنها أنها سمعت النبي يقول :
« أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا وجبت لهم الجنة
قالت أم حرام : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال أنت فيهم »
وفي واحدة من الزيارات النبوية لأم حرام ، صنعت له طعاماً فأطعمته ،
ثم جلست تفلي رأسه الشريف، فنام عندها ثم استيقظ وهو يضحك
وبشرها بالشهادة ، فأصبحت تدعى الشهيدة
فقد أخرج الترمذي عن أنس بن مالك قال : « كان رسول الله يدخل على أم حرام بنت ملحان -
خالته من الرضاع - فتطعمه ، وكانت أم حرام تحت - أي زوجة -
عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله يوماً فأطعمته ،
وجلست تفلي رأسه ، فنام رسول الله ثم استيقظ وهو يضحك ،
قالت فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟
قال : ناس من أمتي يركبون ثبج وسط هذا البحر ملوكاً على الأسرة
أو مثل الملوك على الأسرة قلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ،
فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ، ثم استيقظ وهو يضحك قالت
فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله
يركبون وسط هذا البحر ملوكاً على الأسرة أو كالملوك على الأسرة ـ
نحو ما قال في الأول ـ قالت : فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ،
قال : أنت من الأولين »
وباتت أم حرام تنتظر ركب الغزاة لتكون معهم وتوفي رسول الله وهو راض عنها
ولم تزل تنتظر البشارة النبوية إلى أن تحققت في وقت غير بعيد .
ففي خلافة عثمان بن عفان سنة (27هـ) ركبت أم حرام البحر في جيش جهزه
بقيادة معاوية بن سفيان لغزو جزيرة قبرص فصرعت عن
حتى خرجت من البحر فماتت ودفنت هناك ا
وتحقق قول النبي صلى الله عليه سلم لها أنت من الأولين وهكذا
كان أم حرام من الأولين وتحققت أحلامها بالشهادة ،
وكتبت في سجل الأوائل فيه أول مجاهدة في البحر وأول من غزا في البحر الأبيض من النساء .