لا توجد أى تعليمات خاصة باستكمال بناء الجدار الفولاذي أسفل الحدود
لا توجد أي نية للسلطات المصرية الآن في استكمال بناء الجدار الفولاذي
نفى اللواء جابر العربي السكرتير العام لمحافظة شمال سيناء أن يكون هناك مخطط الآن لإقامة منطقة عازلة على الحدود بين مصر وغزة أو وصول معدات ثقيلة لتدمير أنفاق التهريب أسفل الحدود بين مصر والقطاع عن طريق عمل اهتزازات أرضية حتى عمق 20 متراً.
وقال العربي: "لا توجد لدينا أى معدات تستخدم لتدمير الأنفاق في المنطقة الحدودية وأن إحداث أي اهتزازات في منطقة الأنفاق يمكن أن تتسبب في حدوث إنهيارات أرضية لعدد من المنازل الموجودة على الحدود".
وأضاف أن الأرض في منطقة الأنفاق هشة للغاية بسبب كثرة الأنفاق الأرضية الموجودة بها مما يجعل من الصعب إحداث أي اهتزازات هناك ، وقال أن المعدات التي وصلت إلى رفح وتركزت في منطقة الساحل بعيداً عن الأنفاق ستستخدم في حفر آبار للمياه بمنطقة الوسط والساحل تنفذها القوات المسلحة.
وتابع أنه لا توجد لدى السلطات المحلية برفح أو شمال سيناء أي خطط بشأن إقامة منطقة عازلة على الحدود بين مصر وغزة ، وأنها لم تتلقى أي إخطارات من أي جهة بشأن هذه المنطقة التي من الصعب إقامتها لوجود عدد من المنازل ومزارع الفاكهة بها.
وقال مصدر أمني أن تدمير الأنفاق يتم بطريقة آمنة جداً، وأنه لا يمكن أن يتم تدميرها بشكل مباشر باستخدام معدات أو وسائل ثقيلة نظراً لطبيعية المنطقة.
وأضاف أنه يتم التخلص من الأنفاق بطريقتين الأولى عن طريق تفجيرها إذا كانت في منطقة خالية من السكان والثانية عن طريق سدها بالحجارة إذا كانت في منطقة سكنية ، وقال أنه لا توجد أي نية للسلطات المصرية الآن في استكمال بناء الجدار الفولاذي الذي كانت تقيمه مصر أسفل الحدود بين مصر وغزة في عهد النظام السابق ، وأنه يتم دارسة بدائل أخرى لوقف عمليات التهريب عبر الأنفاق .
وسحبت مصر في شهر مايو الماضي معدات حفر وبناء من جميع مواقع العمل بالجدار الذي توقف بشكل تام مع بدء ثورة الخامس والعشرين من يناير حيث ترك العمال أماكنهم.
وكانت مصر قد أنهت قبل وقف العمل معظم أجزاء الجدار وبلغ طول الجزء المتبقي أربعة كيلومترات فقط في منطقة ذات كثافة سكنية عالية وينتشر بها عدد كبير من الأنفاق والمنازل المعرضة للإنهيار وهى المنطقة التي تقع عند بوابة صلاح الدين الحدودية شمالي معبر رفح و تتركز فيها معظم أنفاق التهريب.
وكانت إسرائيل تأمل في أن يكتمل الجدار الذي تقيمه مصر تحت الأرض على حدودها مع قطاع غزة بحلول نهاية العام الجاري.
وعلى الأرض يقول شهود عيان بمدينة رفح بأن أعمال التهريب لا زالت تتم بشكل يومي عبر الأنفاق وأن الشاحنات المحملة بالبضائع المهربة تعبر الشارع العام يومياً متجهة إلى أماكن تجميع البضائع المهربة" الشونه" تمهيداً لضخها داخل الأنفاق بعد نقلها إلى شاحنات صغيرة حيث يخشى المهربين أن يؤدي إدخال شاحنات كبيرة إلى مناطق الأنفاق بما قد يتسبب في إنهيارها.
وعلى الجانب المصري من الحدود أصبحت مخازن السلع التي تعد للتهريب إلى غزة مكتظة فالتجارة رائجة ومربحة ، ويقول أحد المقربين من عمليات التهريب أن الأنفاق أصبحت بديلاً سهلاً للفلسطينيين عن معبر رفح فإنها لا تحتاج لأوراق وأختام ولا انتظار للدور.
وتزايدت بشكل ملحوظ أيضاً عمليات تسلل الفلسطينيين بشكل يومي إلى رفح المصرية عبر الأنفاق حيث يتم دفع 50 دولار عن الفرد مقابل مروره و50 دولار أخرى عند عودته ، ويصل يومياً إلى مصر عبر الأنفاق العشرات من الفلسطينيين لعقد صفقات مع مهربين بالجانب المصري أو زيارة أقارب أو لقضاء عطلة بالجانب المصري.
وقال مصدر أمني برفح أنه قد تم خلال هذا العام ضبط 156 نفقاً للتهريب على الحدود بين مصر وغزة وهى نسبة كبيرة مقارنة بالفترات السابقة وذلك بسبب الحالة الأمنية المتدهورة ، وأضاف أن علاج المشكلة الأمنية في سيناء لن يكون باستخدام العنف ولكن عن طريق تنفيذ خطط للتأمين وتوفير فرص للعمل.
ويصل طول النفق الواحد إلى نحو 1200 متراً فيما يصل عمقها إلى ما لا يقل عن 25 متراً وتتسع فتحة هذه الأنفاق لشخص واحد فقط وعادة ما تكون مخبأة داخل حظائر تربية الطيور أو أسفل خزانات الملابس أو وسط الزراعات والأحراش.