شيخي الفاضل أريد أن أستفتيكم في أمر أرقني كثيرا، ولم أجد له حلا وهو: هل يجوز الكذب على المرأة بغرض الزواج بقبول شروطها التي لا تتلاءم مع ظروفي وهي أني اعمل في شركة بترولية في صحراء الجزائر، وأعيش وحدي مع أمي وإخوتي . حيث مؤخرا التقيت بفتاة بنية الزواج، وكان من بين شروطها أن تكمل دراستها الجامعية- ماجستير- في الجزائر العاصمة التي تبعد عن مقر الإقامة حوالي 400 كلم. لقد تعبت شيخي الفاضل فهذه ليست المرة الاولى الذي يحدث معي هذا، فعمري الآن 31 سنة، وأمي مريضة. فبم تنصحوني؟ الصراحة التي أبقتني على هذه الحالة أم الكذب واستعمال الحيلة للزواج وإنهاء الأمر الذي أثر علي كثيرا حتى سئمت التفكير فيه. الحل الذي أراه مناسبا هو قبول الشرط مؤقتا ووضع الزوجة في أمر الواقع بعد الزواج بالإنجاب وتربية الأولاد حتى أنسيها شرطها المتعلق بإكمال الدراسة، وأنا مكره على ذلك. فبم تنصحوني حفضكم الله؟ وأرجو الدعاء لي بالهداية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالراجح عندنا أن الشروط التي تشترطها الزوجة لمصلحتها كإكمال دراستها شروط صحيحة لازمة ، وانظر الفتوى رقم 8398
.
واعلم أن الكذب محرم لا يجوز الإقدام عليه إلا في حالات معينة مبينة في الفتوى رقم : 111035
.
وليس فيما ذكرت ضرورة تبيح لك الكذب والخداع لمن ترغب في زواجها ، فإن في النساء كثير ممن ترضى بحالك ، فتوكل على الله، واصدق مع هذه المرأة ولا تخدعها ، فإن رضيت بحالك وإلا فابحث عن غيرها، واستعن بالله ، قال تعالى : " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً " الطلاق ، وقال : " ومن يتوكل على الله فهو حسبه" الطلاق.
ولكن لا حرج عليك في أن توافق على شرطها ناويا الوفاء به مع كراهته، ثم بعد الزواج تحاول إقناعها بالتنازل عن شرطها، فإذا أمكنك بعد الزواج أن تقنعها بالعدول عنه برضاها دون إجبار أو إكراه فهذا لا بأس به.