قد تؤدي إلى مضاعفات سيئة إذا أعطيت بشكل غير صحيح أو بجرعات خاطئة أو بتوقيت غير مناسب للمرض
حقن الإبر العلاجية في العين نقلة نوعية في علاج الشبكية
إعطاء الإبرة داخل العين
يتكون جدار العين من عدة طبقات تمثل حاجزا للعين عن ما يحيط بها من أنسجة لكي يحميها من الإصابات والأمراض التي تصيب الأجزاء الأخرى في حجار العين كما يوجد داخل هذه الأنسجة حواجز أخرى داخل الأوعية الدموية تمنع من ترشح السوائل ووصول بعض المواد الضارة الى شبكية العين.
هذه الحواجز التي خلقها الله عز وجل تجعل العين وبالذات شبكية العين بمعزل نسبي عن كثير من الأمراض التي تصيب الأجهزة الأخرى. لكن هذه الحواجز قد تكون عائقا عن وصول العلاجات بكمية علاجية كافية الى داخل العين وبالذات الشبكية والجسم الزجاجي مما يؤدي الى تفاقم المرض في داخل العين على الرغم من إعطاء المريض العلاج المناسب عن طريق الفم أو عن طريق الوريد.
اكتشف الباحثون في بداية الخمسينيات الميلادية أنه من الممكن إعطاء العلاج اللازم لبعض أمراض الشبكية والجسم الزجاجي بشكل مركز عن طريق حقن صغيرة تحقن داخل العين مباشرة ولكن نظرا لكون الجرعات كانت تعطى بتركيز مشابه للتركيز الذي يعطى عن طريق الوريد أدى ذلك الى أثر عكسي أدى إلى اثر بالغ وتعطيل لوظائف الشبكية لكن في بدايات القرن الحالي توصل الباحثون الى حقن تعطى بتركيز يقل كثيرا عن تركيز حقن الوريد أو العضل و أعطت نتائج مشجعة في علاج بعض أمراض الشبكية ومن هذه الحقن:
1 – حقن الكورتزون.
وهي في الأصل لا تستخدم للحقن داخل العين لكن تم اكتشاف فائدتها في كثير من أمراض اعتلال الشبكية كما سوف يتضح لاحقا.
صورة تمثل النزيف الدموي داخل مركز الإبصار مع وجود الترشح في التصوير الفلوروسيني (السهم الكبير) واختفائه تماما بعد حقنة الأفاستين (السهم الصغير)
يساعد هذا النوع من الإبر في المساعدة على التخلص من السوائل التي تتجمع داخل نسيج الشبكية العصبي بأسباب مختلفة وأيضا يعمل كمضاد للالتهابات داخل العين.
من الآثار الجانبية التي تجعل أطباء العيون يحجمون عن استخدام هذاالنوع من الإبر ابتداء أنها قد تؤدي إلى ارتفاع في ضغط العين (الماء الأزرق) في 30% من الحالات وتزيد من احتمالية الإصابة بالماء الأبيض
2 – حقن الأفاستين واللوسنتس.
وهذا علاج يعطى في الأصل عن طريق الوريد لعلاج أورام القولون والمستقيم لكنه عندما أعطي بجرعة وتركيز يقل عشرين مرة تقريبا عن تركيز حقن الوريد أدى إلى نتائج جيدة وما كانت متوقعة في السابق علاج اعتلال الشبكية بسبب تقدم السن وبسبب داء السكري وأمراض أخرى.
أحدث هذا النوع من الحقن نقلة نوعية في علاج كثير من أنواع اعتلال الشبكية وساعد كثيرا في نجاح التدخل الطبي العلاجي والجراحي في كثير من الأمراض وبالذات اعتلال الشبكية بداء السكري
3 – حقن المضادات الحيوية
وهذه تعطى في حالات نادرة عندما يكون هناك التهاب شديد داخل العين ناتج عن ميكروبات أو فطريات تدخل الى العين عن طريق الإصابات النافذة أو بعد العمليات الجراحية أو من داخل الجسم
عن طريق الدم في حالات نادرة.
أمراض العيون التي تعالج عن طريق الحقن داخل العين :
1 – اعتلال الشبكية بسبب داء السكري وفي الحقيقة أحدثت هذه الإبر نقلة نوعية حقيقية في علاج هذا الداء المنتشر للأسف في مجتمعاتنا الخليجية. وتمكن أطباء الشبكية بحمد الله من إعادة الإبصار والمحافظة عليه في كثير من الحالات التي لم يكن من الممكن علاجها في السابق.
2 – اعتلال الشبكية بسبب تقدم السن وهذا المرض سوف يخصص له مقالة مستقلة مستقبلا وهو ينتشر بشكل كبير في المجتمعات الغربية ويمثل العلاج بالإبر داخل العين ثورة وفتحا علميا في التحكم بهذا المرض ويؤدي الى تحسن النظر بينما لم يكن من الممكن ذلك في السابق.
3 – الجلطة الوريدية في الشبكية وانسداد الوريد الرئيسي أو الفرعي في شبكية العين.
4 – اعتلال الشبكية لدى الأطفال الخدج.
5 – الكثير من اعتلالات الشبكية الأخرى التي تتميز بوجود سوائل وترشح داخل شبكية العين.
بالرغم عن ما ذكرناه آنفا من الفوائد العظيمة لهذا النوع من العلاج لأمراض الشبكية إلى أنها قد تؤدي الى مضاعفات سيئة للعين إذا أعطيت بشكل غير صحيح او جرعات خاطئة أو توقيت غير مناسب للمرض.
لذلك من المهم أن يتم استشارة طبيب العيون المتخصص في أمراض الشبكية قبل الإقدام عليها حتى تتم الاستفادة القصوى وتقليل احتمالية الآثار غير المرغوب فيها من هذا النوع من العلاجات.