السؤال
لى ابنة أخ مريضة بمرض نادر جداً عجز معه الأطباء، يصيب الجهاز العصبي ويفقدها السيطرة على أجهزة الجسم وهي طريحة الفراش ويتوقع موتها، فلقد أصيبت بقرحة الفراش وتطلب مني ومن أبيها اصطحابها لأداء العمرة وزيارة المسجد النبوى وتلح -فقلت لعل الله يدعوها. فهل لها عمرة؟ وكيف تعتمر وتحرم وهى لا تتمكن من الحفاظ على الوضوء لعدم التحكم فهي تعيش بالحفاضات كالأطفال وشبه مشلولة، ولكنها تصلي رغم مرضها وتصبر وتحتسب ولا أستطيع منعها عن بيت الله وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أفيدوني أكرمكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعمرة واجبة في العمر مرة كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 39349، لكن سلامة البدن من الأمراض والعاهات التي تعيق عن الحج والعمرة شرط لوجوب أداء الحج والعمرة، فلو كان الشخص معضوباً -وهو المريض مرضاً مزمناً- أو مصاباً بعاهة دائمة، أو مقعداً أو شيخاً كبيراً لا يمكنه الركوب ومباشرة أعمال الحج والعمرة لم يجب عليه أداء فريضة الحج والعمرة، لكن لو حج أو اعتمر فإن حجه وعمرته صحيحة لأن شرط الاستطاعة شرط لوجوب الأداء وليس شرط صحة، ومن كان قادراً على الحج والعمرة بمساعدة غيره وجب عليه الحج والعمرة إذا تيسر له من يعينه. الموسوعة الفقهية.
ومن أصيب بعاهة تمنعه من العمرة ولا يرجى زوالها -كما هو حال اختنا شفاها الله- ولم يجد من يساعده فيجب عليه أن ينيب من يعتمر عنه إن كان له مال ووجد أجيراً بأجرة المثل، وبشرط أن يكون الأجير قد اعتمر عن نفسه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 10087.
ولا تشترط الطهارة لشيء من أركان العمرة إلا الطواف، وبالنسبة لتطهرها للطواف فحكمها كحكم من به السلس فيكفيها أن تتوضأ قبل الطواف ثم تتم عمرتها وهي على حالها، وراجع في هذا الفتوى رقم: 54656. أما زيارة المسجد النبوي فهي مستحبة وليست بواجبة، وللفائدة انظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 111817، 30152، 32866.
هذا ونوصي الأخت إن تيسر لها الذهاب إلى هذه البقاع الطاهرة بالإكثار من الأعمال الصالحة وأن تدعو لنفسها بالشفاء وأن تكثر من الصدقة، وإن عجزت عن الذهاب فنرجو أن تكون قد حصلت على ثواب العمرة بنيتها الصادقة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم. قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر. رواه البخاري.
نسأل الله لابنتكم الشفاء العاجل وأن يديم علينا وعليكم وعلى المسلمين الصحة والعافية، وعليكم بالرقية الشرعية والدعاء لها في أوقات الإجابة، فإن عجز الأطباء في علاجها فإن الله لا يعجزه شيء وهذه بعض الأدعية والرقى للفائدة: 53067، 80694، 35282، 35121.
والله أعلم.