يسأل أحد القراء، هل إدمان المخدرات خصوصا البانجو يضعف الجسم وهل ممكن أن يسبب السرطان؟
يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة عضو الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلا، تدخين البانجو أو المخدرات عموما يؤدى إلى حدوث تأثير سلبى ومدمر على جهاز المناعة فى الإنسان فيصبح أكثر تعرضا للإصابة بالأمراض المعدية المختلفة، وأيضا أكثر تعرضا للإصابة بالأورام السرطانية المختلفة، خاصة سرطان الرئة، وقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن دخان البانجو يحتوى على مواد مسرطنة ومسببة للأورام السرطانية أكثر من تلك التى يحتويها دخان السجائر العادية التى تحتوى على النيكوتين، وبالتالى فإنها يمكن أن تسبب الإصابة بالأورام السرطانية المختلفة إذا استخدمت لعدة سنوات.
وقد دلت الأبحاث التى أجريت على الرئة أن تدخين البانجو يؤدى إلى تغير فى شكل خلاياها إلى مرحلة ما قبل السرطان والتى تتحول إلى خلايا سرطانية مع استمرار التعاطى وفى دراسة معملية تبين أن "القار" أو" الزفت" الموجود فى دخان البانجو قد يسبب فى إحداث سرطان الجلد عند الحيوانات حين تعرضوا لفترة طويلة.
ويؤكد الدكتور عبد الهادى أن تدخين البانجو يؤدى إلى حدوث خلل فى القدرة الذهنية وعلاقتها بالقدرة الحركية، ففى بداية تدخين البانجو يشعر الإنسان بالسعادة والانطلاق والاسترخاء، إلا أنه لا يلبث أن يعقب ذلك مشاعر سلبية عديدة مثل الإحساس بالخوف الذى يصل إلى حد الهلع فى بعض الأحيان بدون أى سبب واضح والقلق النفسى وأحيانا بعض الهلاوس يمكن أن تنتاب ذلك المدمن.
ويقول إن إدمان البانجو يفقد الإنسان قدرته على الطموح والحافز الموجود بداخله، وهذا لا يظهر فى بداية التدخين ولكن مع إدمانه يصبح من السمات الواضحة فى هذا المدمن، خاصة بعد فترة يضطر لمضاعفة الكمية التى يتناولها نظرا لأن جسمه يعتاد عليها، وهو ما يسمى Tolerance أو المقاومة للمادة المسببة للإدمان، ولعل فقد الحافز أو الطموح لدى مدمن البانجو من أهم الأشياء الصعبة التى تواجه الطبيب المعالج لهذا المدمن لان هذا المدمن هو شخصيا ليس لدية الرغبة أو الحافز لكى يعود إلى طبيعته أو أن يصبح إنسانا متوازنا محتفظا بشبابه وصحته من أجل مستقبل أكثر إشراقا مما يشعر به نشوة مؤقتة وسعادة زائفة تجعله يتخطى مرحلة التعاطى من أجل النشوة إلى مرحلة التعاطى من أجل الإدمان، وهنا تكمن الخطورة التى يجب على المتعاطى أن ينتبه إليها منذ البداية ولا يدع نفسه تنزلق حتى يسقط فيها.