هذا هو صراط الله المستقيم
إن كتاب الله فيه الهدى والنور، وهو حبله المتين وصراطه المستقيم، وهو ذكره الحكيم، من تمسك به نجا، ومن حاد عنه هلك، يقول الله -عز وجل- في هذا الكتاب العظيم: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الإسراء: 9-10].
هذا كتاب الله يهدي للتي هي أقوم، وهو المسلك الذي به النجاة، أنزله الله -جل وعلا- تبيانًا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، كما قال سبحانه في سورة النحل: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، فهو تبيان لكل شيء، وهدى إلى طريق السعادة ورحمة وبشرى، يقول جل وعلا: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَا
ء} [فصلت: 44]، هدى لقلوبهم للحق، وشفاء لقلوبهم من أمراض الشرك والمعاصي والبدع والانحرافات عن الحق، وشفاء للأبدان من كثير من الأمراض.
وهو بشرى للإنس والجن، لكنه سبحانه ذكر المؤمنين؛ لأنهم هم الذين اهتدوا به وانتفعوا به، وإلا فهو شفاء للجميع، كما قال جلَّ وعلا: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، وهو كتاب يخرج الله به الناس من الظلمات -من ظلمات الشرك، والمعاصي، والبدع، والفرقة والاختلاف- إلى نور الحق والهدى والاجتماع على الخير، والتعاون على البر والتقوى.
فهذا هو صراط الله المستقيم، وهو توحيد الله، وأداء فرائضه، وترك محارمه، والتواصي بحقه والحذر من معاصيه، ومن مخالفة أمره، وهذا هو النور والهدى، وهذا هو الطريق الأقوم، فالواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس أن يهتدوا به، وأن يستقيموا عليه، وأن يحذروا مخالفته.
نقلًا من موقع الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
(بتصرف)