بتـــــاريخ : 11/11/2012 12:35:39 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 958 0


    أسباب تسلط الجن واالشياطين على الإنسان

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : تقوى الرحمن | المصدر : eslami.in-goo.com

    كلمات مفتاحية  :

     [center]


     ،،،،،،


    ا

    أتقدم للجميع بهذ البحث الهام وهو بعنوان ( أسباب تسلط الجن واالشياطين على 
    الإنسان ) وهو على النحو التالي : 

    عالم الجن له نوع علاقة بعالم الإنس ، لكن هذه العلاقة تختلف عن علاقة 
    الإنس بعضهم ببعض ، وذلك لاختلاف طبائع كل من عالمي الجن والإنس عن بعضهما ،
    وهذه العلاقة بين بعض الإنس وبعض الجن قد تكون علاقة قائمة على المحبة 
    والمساعدة ، كما يكون من تسخير الله بعض الجن المؤمنين لمساعدة بعض عباده 
    وأوليائه المتقين - وهذا بخلاف الاستعانة والتي أفردت لها بابا مطولاً في 
    كتابي الموسوم ( القول المُعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 
    تحت عنوان ( الاستعانة بالجن ) - وقد تكون هذه العلاقة قائمة على أساس من 
    البغض والكراهية ، فينشأ منها اعتداء من قبل بعض الجن على بعض الإنس 0 

    قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه 
    الله - : ( والجن أعظم شيطنة ، وأقل عقلا ، وأكثر جهلا ، والجني قد يحب 
    الإنسي كما يحب الإنسي الإنسي ، وكما يحب الرجل المرأة ، والمرأة الرجل ، 
    ويغار عليه ويخدمه بأشياء ، وإذا صار مع غيره فقد يعاقبه بالقال وغيره ) ( 
    النبوات – ص 279 ) 0 

    ومما تقدم يتضح لنا أن الأسباب الرئيسة لصرع الأرواح الخبيثة للإنس مجتمعة 
    في الأمور التالية :

    [size=21]الأول : أسباب من جهة الإنسان نفسه :

    وهذه الأسباب تتأتى إما نتيجة الابتلاء أو العقوبة وإما بسبب تقصير الإنسان
    وبعده عن الله سبحانه وتعالى ، وفراغ القلوب من الذكر والدعاء وعدم اللجوء
    إليه سبحانه ، وألخص هذه الأسباب بالآتي :

    [size=21]1 ) - أسباب تتعلق بحكمة الله 
    ومشيئته :

    أ )- الابتلاء :

    قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق 
    المبين : ( أن يكون صرع الجن للإنس نوع ابتلاء من الله - جل وعلا - فالله 
    سبحانه وتعالى بحكمته بتلي الخلق بأنواع المصائب والصرع من جملتها ، قال 
    تعالى : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا 
    تُرْجَعُونَ ) ( سورة الأنبياء – الآية 35 ) 0 وعلى من ابتلي بذلك أن يصبر 
    ويحتسب الأجر والمثوبة من الله مع بذل الأسباب المشروعة للعلاج ) ( فتح 
    الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين – ص 79 ) 0 

    ب )- العقوبة الإلهية :

    قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق 
    المبين : ( أن يكون ذلك عقوبة من الله بسبب اقتراف العبد الذنوب والآثام ، 
    قال تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ 
    أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) ( سورة الشورى – الآية 30 ) 0 

    فكلما ابتعد الإنسان عن ربه وخالقه استحوذت عليه الشياطين وتسلطت عليه 
    وأصبحت حياته تعيسة ، قال تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِى فَإِنَّ 
    لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) " سورة 
    طه – الآية 124 " ) ( فتح الحق المبين – ص 80 ) 0

    2) - أسباب تتعلق بالإنسان نفسه :

    أ ) - ضعف حظ المبتلى عن 
    الدين والتوكل والتوحيد 0 
    ب)- خراب القلوب والألسنة من الذكر والدعاء0 
    ج)- عدم قيام المبتلى بالتعاويذ والتحصينات النبوية 0
    د )- يقين الجن والشياطين بعزلة الإنسان من السلاح الذي يستطيع مواجهتهم به
    والنيل منهم ومن أذاهم وبطشهم 0 

    يقول ابن القيم : ( وأكثر تسلط هذه
    الأرواح على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق 
    الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية ، فتلقى الروح الخبيثة الرجل
    أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه ) ( زاد المعاد – 4 / 69 ) 0


    ثانيا : أسباب من جهة الجن أنفسهم :

    وهذه الأسباب تعزى للجن أنفسهم ، وقد تكون أسباب ذاتية نتيجة الإيذاء 
    والظلم ونحوه ، وقد تكون بدوافع أخرى كالسحر والتسليط ونحوه ، ونستطيع أن 
    نحدد تلك الأسباب بالأمور التالية :

    1)- إن صرعهم للإنس قد يكون عن شهوة 
    وهوى وعشق :

    كما يتفق للإنس مع الإنس 0 

    قال شيخ الإسلام بن تيميه : ( أن 
    يكون صرعهم بسبب العشق والهوى والشهوة ، فما كان من الباب الأول فهو من 
    الفواحش التي حرمها الله تعالى كما حرم ذلك على الإنس وإن كان برضى الآخر ،
    فكيف إذا كان مع كراهته فإنه فاحشة وظلم ، فيخاطب الجن بذلك ويعرفون أن 
    هذا فاحشة محرمة ، أو فاحشة وعدوان لتقوم الحجة عليهم بذلك ، ويعلموا أنه 
    يحكم فيهم بحكم الله ورسوله الذي أرسله إلى الثقلين الجن والإنس ) ( مجموع 
    الفتاوى – 19 / 40 ، وانظر إيضاح الدلالة في عموم الرسالة – ص 27 ) 0 

    2)- وقد يكون - وهو الأكثر - عن بغض 
    ومجازاة :

    قال شيخ الإسلام بن تيميه : ( وقد 
    يكون - وهو كثير أو الأكثر - عن بغض ومجازاة مثل أن يؤذيهم بعض الإنس أو 
    يظنوا أنهم يتعمدوا أذاهم إما ببول على بعضهم أو بصب ماء حار وإما بقتل 
    بعضهم ، وإن كان الإنسي لا يعرف ذلك ، وفي الجن جهل وظلم فيعاقبونه بأكثر 
    مما يستحقه ) ( مجموع الفتاوى – 19 / 40 ) 0 

    وقال - رحمه الله - : ( وما كان من
    هذا القسم فإن كان الإنسي لم يعلم فيخاطبون بأن هذا لم يعلم ، ومن لم 
    يتعمد الأذى لا يستحق العقوبة ، وإن كان قد فعل ذلك في داره وملكه عرفوا 
    بأن الدار ملكه ، فله أن يتصرف فيها بما يجوز ، وأنتم ليس لكم أن تمكثوا في
    ملك الإنس بغير إذنهم بل لكم ما ليس من مساكن الإنس كالخراب والفلوات ) ( 
    مجموع الفتاوى – 19 / 40 ) 0 

    وبخصوص هذه المسألة فقد سمعت نقلا عن بعض المعالجين الآتي :

    يقول البعض إن الإنسان إذا سكن منزلا أو دارا وكانت الدار أصلا سكنى للعمار
    من الجن فعليه أن يرتحل عن هذا المنزل أو الدار ، أما إذا سكنت الدار من 
    قبل الجن بعد أن يسكنها الإنسان فعلى الجن في هذه الحالة مفارقة الدار بعد 
    وعظهم وتبيان ذلك الأمر لهم 0 

    وفي اعتقادي أن هذا الأمر فيه نظر وهو مخالف للصواب لأن السكنى لا تكون إلا
    للإنس وأما أماكن تواجد الجن فهي الفلوات والحشوش والمزابل ونحوها ، كما 
    ثبت في الأحاديث النقلية الصحيحة وكما أشار لذلك علماء الأمة الأجلاء ، 
    ويعتبر هذا ظلم من الجن في كلا الحالين ولا بد من رفعه عن ساكني هذه البيوت
    ، وعلى المعالج في هذه الحالة أن يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ويبين 
    لهم عدم جواز فعل ذلك وأنه اعتداء بغير حق ، وأن هذا الأمر من الظلم الذي 
    حرمه الله سبحانه وتعالى وقد أشار آنفا لذلك المفهوم شيخ الإسلام ابن تيميه
    - رحمه الله - ، هذا وقد تعرضت لهذه المسألة في كتابي الموسوم ( منهج 
    الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( طريقة علاج البيوت المسكونة ) 0

    تقول صاحبة كتاب " عالم الجان من 
    خلال القرآن والأحاديث الشريفة " : ( وغالباً ما يوجد الجن في محال 
    النجاسات والقاذورات كمحلِّ نحو الإبل ، والحمامات ، والمراحيض ، والمزابل ،
    والأماكن الموحشة : كالأودية والقبور ، ومواضع القتلى ، وبيوت الأصنام ، 
    والكنائس ، والديورة ؛ فقد كانت الجن تدخل في الأصنام وتخاطبهم ومن ثمَّ 
    جاء النهي عن الصلاة في تلك الأماكن لأنها مأوى الشياطين ومن مساكنهم الجحر
    ؛ ومن ثمَّ كره البول فيه 0 وعلل بأنه مسكن الجن ، وكذا البحر ليلاً ؛ ومن
    ثَمَّ كره البول فيه كذلك ) ( نقلاً عن كتاب " عالم الجان من خلال القرآن 
    والأحاديث الشريفة " – ص 65 – 66 ) 0 

    قال صاحبا كتاب " طارد الجان " : ( 
    وصرع الجن للإنس هو لأسباب ثلاثة :

    * تارة يكون الجني يحب المصروع فيصرعه ليتمتع به ، وهذا الصرع يكون أرفق من
    غيره وأسهل 0 

    * وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم ، أو صب عليهم ماء حاراً ، أو 
    يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى ، وهذا أشد الصرع ، وكثيراً ما 
    يقتلون المصروع 0 

    * وتارة يكون بطريقة العبث به كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل ) ( طارد
    الجان – ص 17 ، 18 ) 0 

    وقالا أيضاً في كتابهما " أفعال شيطانية " : ( من الأسباب التي تسبب المس 
    للإنسان : السحر والتسليط ، ودعاوى الجن الباطلة على الإنسان والعشق 
    والاستمتاع بين الإنس والجن ، والدقة والزار ، وذبح الذبائح قرباناً 
    للأسياد من الجن والعفاريت ، وإراقة الدماء على جسد المريض ، والعقد على 
    المعادن مثل الذهب والفضة والحديد وغيرها ، وهذا أخطر أنواع المس وعلاجه 
    نادر الحدوث ، وحمل الأحجبة ، وقراءة كتب السحر والدعاوى والأقسام 0 

    وقد يتولد المس من العارض الذي يأتي عن طريق الخوف الشديد والرعب والطربة 
    والحسد والعين والنظرة ، وقد يتولد المس حينما يعرض الإنسان عن العبادة 
    والذكر ، وقد يتولد المس من أكل مال اليتيم ، أو التولي يوم الزحف ، أو من 
    أكل الربا ، أو من ارتكاب الجرائم والكبائر والآثام ، وقد يكون من شرب 
    الخمر والمخدرات والمشمومات والمشروبات الممنوعة والمحرمة ) ( أفعال 
    شيطانية – ص 9 ) 0 

    [align=center]( قصة واقعية 
    )[/align]

    وتلك قصة تعتبر واقعا مشاهدا لإيذاء الأرواح الخبيثة للإنس بسبب الإيذاء 
    دون قصد يذكر :

    فتاة في مقتبل العمر ، كانت في رحلة نقاهة ونزهة في ربوع المملكة مع أهلها 
    وذويها ، تقول الفتاة ، خرجت في ساعة متأخرة لقضاء الحاجة ، وما كان مني 
    إلا أن ارتطمت قدماي بوتد من أوتاد الخيمة التي نقطنها ، وقعت من فوري ، 
    ولم أشعر بنفسي بعد ذلك ، بعدها بفترة استيقظت وأصبحت تنتابني آلام وأوجاع 
    متنقلة ، كما أصبحت أشعر بتعب وخمول شديدين ، وبعد رقية الفتاة تبين أنها 
    تعاني من صرع الأرواح الخبيثة ، وقد نطق الجني الصارع على لسانها ، وتبين 
    أن السبب الرئيسي لصرعها واقترانه بجسدها هو الإيذاء بسبب واقعة الخيمة 
    المشار إليها ، وقد من الله سبحانه وتعالى على الفتاة بالعافية وقدر الله 
    خروج ذلك الجني بعد أن تم إيضاح بعض الأمور المتعلقة بالعقيدة والظلم ونحوه
    ، والله تعالى أعلم 0 

    3)- وقد يكون عن عبث منهم وشر :

    قال شيخ الإسلام بن تيميه : ( 000 
    وقد يكون عن عبث منهم وشر بمثل ما يفعل سفهاء الناس وهذا من أخف الأنواع ) (
    مجموع الفتاوى – 19 / 40 ) 0 

    4)- وقد يكون ناتجا عن تسلطهم بواسطة 
    السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين 0 

    قال صاحبا كتاب " طارد الجن " : ( 
    طالما أن للجن عالمه الخاص وللإنس عالمه الخاص فلماذا يتحرش الجن بالإنس 
    إلى درجة أن يدخل في جسده ويوقع به أشد الضرر ، وهناك أسباب تجعل الجني 
    يبذل قصارى جهده حتى يدخل الجسد وهذا ما يطلق عليه مس الجني للإنس ثم ساقا 
    الأسباب الداعية لتسلط الجن على الإنس إلى أن قالا : أن يكون مكلفاً من أحد
    السحرة بذلك ) ( طارد الجان – ص 60 ) 0 

    5)- وقد يكون ناتجا عن الإصابة بالعين
    :

    فيصرعون الإنس نتيجة لذلك ، وهذا أمر مشاهد محسوس ، وقد وقفت على حديث ضعيف
    يدور حول هذا المعنى ، إلا أن معناه صحيح والله تعالى أعلم ، والحديث رواه
    أبو هريرة - رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

    [align=center]( العين حق يحضرها الشيطان وحسد ابن آدم 
    )[/align]

    [align=center]( السلسلة الضعيفة 
    2364 )[/align]

    قال المناوي : ( فالشيطان يحضرها 
    بالإعجاب بالشيء وحسد ابن آدم بغفلة عن الله فيحدث الله في المنظور علة ، 
    يكون النظر بالعين سببها فتأثيرها بفعل الله ) ( فيض القدير – 4 / 397 ) 0 

    قـال الشوكاني : ( يجوز رقية من به مس أو عين أو نحوهما ، لاشتراك ذلك في 
    كون كل واحد ينشأ عن أحوال شيطانية من إنسي أو جني ) ( نيل الأوطار – بتصرف
    – 8 / 214 ) 0 

    يقول الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – في مقدمته للكتاب 
    الموسوم " كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية " للشيخ عبدالله بن محمد 
    السدحان : ( وقد أثبت بالتجربة الصادقة أن العين يتبعها شيطان من شياطين 
    الجن فيؤثر في المعين بإذن الله تعالى الكوني القدري ) ( كيف تعالج نفسك 
    بالرقية الشرعية ؟ - ص 5 ) 0 

    يعقب الشيخ عبدالله السدحان على 
    الحديث آنف الذكر فيقول : ( هذا الحديث أوله " العين حق " صحيح رواه 
    البخاري ( 10 / 203 ) أما بقيته " ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم " فقد 
    أخرجه أحمد في المسند ( 21439 ) بلفظ " يحضر بها " أي معها وقد جاء أيضا 
    بلفظ " يحضرها " وعزاه السيوطي في الجامع الصغير للكجي في سننه من حديث أبي
    هريرة كما قال الترمذي وغيره 0 وقال الهيثمي ( 5 / 107 ) : رواه أحمد 
    ورجاله رجال الصحيح 0 وعلى كل فمعناه صحيح ولا يخالف حديثاً صحيحاً وتشهد 
    له التجربة ويؤيده الواقع ومشائخنا على هذا المعنى فلله الحمد والمنة 0 

    ثم يقول : ( هذا الحديث الشريف يفيد أن كل إنسان حوله شياطين الجن يتربصون 
    الإيقاع به ، فكل إنسان معرض للحسد ، ولا يكاد أحد يسلم من العين إلا من 
    عصم الله ) ( كيف تعالج نفسك بالرقية الشرعية ؟ - ص 43 ) 0

    وقال أيضاً : ( ولأن غالب أمراض الناس سببها العين ، وأن معنى حديث " العين
    حق " أي الوصف دون ذكر الله ( وهو سم اللسان ) وليس المراد آلة العين 
    وإنما عُبر بها لأنها الواصفة للواقع ، وحينئذ تنطلق الشياطين الحاضرة 
    فتعمد إلى إيذاء الموصوف بإذن الله ، ولأن هذا المفهوم الشرعي غير مسبوق 
    فيما أعلم حرصت كل الحرص على تأصيله شرعياً بالاستعانة بعد الله بمشائخنا 
    ممن له اختصاص في العقيدة وهي الأهم ، وتم عرض هذا المفهوم على شيخنا 
    الفاضل محمد العثيمين ، فأقره بحمد الله وذلك في فتوى عن طريق شريط تسجيل )
    ( كيف تعالج نفسك بالرقية الشرعية ؟ - ص 21 ) 0

    ومن أدق وأبلغ ما كتبه ابن القيم في تفسيره للمعوذتين حيث حدد هذا الواقع 
    وتكلم عنه وبين طبيعة الحاسد وعلاقته بالشيطان - حيث قال :

    ( والشيطان يقارن الساحر ويقارن 
    الحاسد ويحادثهما ويصاحبهما ، لكن الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه 
    للشيطان ، لأن الحاسد شبيه إبليس وهو في الحقيقة من أتباعه ، لأنه يسعى 
    ويطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس وزوال نعم الله عنهم كما أن إبليس حسد
    آدم لشرفه وفضله ، وأبى أن يسجد لآدم حسدا 0 فالحاسد من جنس إبليس وأما 
    الساحر فهو يطلب من الشيطان أن يعينه ، بل إن الساحر يعبد الشيطان ليقضي له
    حاجته والمقصود أن الساحر والحاسد كل منهما قصده الشر ، لكن بطبعه ونفسه 
    وبغضه للمحسود والشيطان يقترن به ويعينه ، ويزين له الحسد ويأمره بموجبه ، 
    والساحر بعلمه وكسبه وشركه واستعانته بالشياطين ) ( تفسير المعوذتين – ص 39
    ) 0 

    وقال أيضا : ( فلهذا والله أعلم قرن في السورة - يعني سورة الفلق - بين شر 
    الحاسد وشر الساحر لأن الاستعاذة من شر هذين تعم كل شر يأتي من شياطين 
    الإنس والجن فالحسد من شياطين الإنس والجن والسحر من النوعين ) ( بدائع 
    الفوائد 2 / 232 ) 0 

    قال الشوكاني : ( يجوز رقية من به مس ، أو عين ، أو نحوه ، لاشتراك ذلك في 
    كون كل واحد ينشأ عن أحوال شيطانية من إنس أو جن ) ( نيل الأوطار - 8 / 214


    قال الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري : ( والعين وردت إليها الإشارة في
    ثلاث آيات من القرآن الكريم ، وورد بها جملة أحاديث ، منها الصحيح لذاته ،
    ومنها الصحيح لغيره ، وثبتت من تجربة البشر 0 

    ومن أنكر العين ليس عنده برهان إلا عدم العلم بصلة النفس بالنفس ، وصلة 
    الإنس بالجن ، وعدم العلم ليس علما بالعدم ، وخالق النفوس والجن والإنس 
    أعلم بأثرهم 0 
    وكثيرا ما التصقت آثار العين بآثار الجن 00 ) ( تباريح التباريح – ص 93 ) 0


    قلت : ولا بد أن تكون كافة المجالس والأوقات التي تكرس للمعصية والأعمال 
    الخبيثة مرتعا خصبا للشيطان ، والحسد والعين مما يستأنس له الشيطان ، 
    فيحضره ، وقد ينفذ بإذن الله سبحانه إلى جسد الإنسان بقوة العين ، وهذا مما
    عايشته بنفسي ، وثبت تواتره عند المعالجين الثقاة ، وبعض الحالات التي تم 
    علاجها كانت الأسباب والدوافع لصرع الأرواح الخبيثة ، قوة عين الحاسد أو 
    العائن ، والله تعالى أعلم 0

    وأذكر في سياق هذا الموضوع قصة ذكرها الأستاذ عبدالعزيز القحطاني تؤكد هذا 
    الأمر حيث يقول :

    ( بينما كنا نرقي طفلة مصابة بقراح 
    في رجلها وجسدها فإذا هي قد تأثرت ، وقد كنت متوقعاً ذلك والفضل لله وبحمده
    ، حيث القروح بدأت تدمل أثناء رقية القرآن ، وبدأت الطفلة تتألم من 
    القراءة ، ولا تريد ذلك 0 ثم بدأت تتكلم كلام أكبر من سنها ، وكان ذويها 
    يعتقدون بأن عين قد أصابت ابنتهم 0 وطلبت الاغتسال لها إن كانوا قد عرفوا 
    العائن 0 ويدل ذلك على إصابتها ثم زودتهم بماء رقيه حتى يخفف عنها الألم 
    وتتحسن حتى يخرج منها الخبيث الذي تسبب بهذه القروح ، وأن تلتئم الجروح 0 
    وأن الذي حدث أن الجن وافق كلمة المرأة العائنة التي ألقت كلمة على البنت 
    قد تكون بدون قصد دون أن تذكر الله وتبرك 0 فالتبس بها ، وكانت بدايتها 
    قرحة صغيرة انتشرت شيئا فشيئا ، وقد عرضت على بعض الأطباء ولكن دون جدوى 
    بسبب هذه القرحة ، ونسأل الله لها الشفاء ، حيث أنها بدأت تتماثل للشفاء 
    والحمد لله ، كذلك بعد ملازمة بعض المراهم الطبية ) ( طريق الهداية في درء 
    مخاطر الجن والشياطين – ص 72 ) 0 

    يقول الدكتور بدر عبدالرزاق الماص في كتابه " تلبس الجن بالإنس " عن أسباب 
    صرع الأرواح الخبيثة :

    ( المس الشيطاني ظاهرة حقيقة مؤكدة ،
    ولكن هل للشياطين سلطة مس من يشاؤون من البشر وإيذائه دون حسيب أو رقيب أو
    سبب ؟!

    الواقع أن الشياطين كالميكروبات والجراثيم لا تؤثر إلا في حال ضعف الجسم ، 
    ولقد نبه القرآن الكريم إلى أن الشيطان لا يؤثر على عباد الله المخلصين ، 
    قال تعالى : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) ( سورة 
    الحجر – الآية 42 ) 0 

    قلت تعقيباً على كلام الدكتور السابق : ( هذا الوصف للجن
    من حيث القدرة وليس من حيث الكيفية ، وكذلك هذا الكلام لا يؤخذ على إطلاقه
    ، حيث أن أسباب الصرع متفاوته ، وقد يكون اختبار وابتلاء للعبد الصالح من 
    الله سبحانه وتعالى ) 0 

    وهكذا فإن غالبية من تطمع الشياطين في التأثير عليهم هم من ( الغاوين ) ، 
    ويشمل ذلك ضعاف الدين وكثيري الانحرافات السلوكية ، ونلخص فيما يلي بعض 
    أسباب المس :

    1- بعد الإنسان عن ربه ، وانغماسه في المعصية ، فيكون قريباً من شيطانه 
    مرافقاً له ، فيأتيه الشيطان ويبعده عن ربه 0 

    قال تعالى : ( إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ 
    وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ) ( سورة النحل – الآية 100 ) 0 

    2- ونسيان الإنسان ذكر ربه : وهو من أهم أسباب المس والصرع ، لأن خلو الجسد
    والقلب والعقل من الذكر يجعل من اتصف بذلك لقمة سائغة للشيطان وأعوانه ، 
    وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى : ( نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ
    أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) ( سورة الحشر – الآية 19 ) ، ويقول 
    سبحانه وتعالى : ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ 
    شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ 
    السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) ( سورة الزخرف – الآية 
    36 ، 37 ) 0 

    3- والإفراط في الخلوة والوحدة الطويلة : من غير أن يفكر فيما يشغله ، 
    ويعود عليه بالنفع فيملأ عليه خلوته ، ومن غير أن يخطر على باله ذكر اسم 
    الله تعالى ، أو أن لا يكون عنده ورد يذكر فيه اسم الله ، أو لا يتعوذ ، كل
    هذه الأمور تكون من الأسباب التي تؤدي إلى مس الجني للإنسي وتفرده به ، 
    وإلى هذا يشير ابن القيم فيقول : " وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله 
    تكون من جهة قلة دينهم ، وخراب قلوبهم وألسنتهم، من حقائق الذكر والتعويذات
    والتحصينات النبوية والإيمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح 
    له معه ، وربما كان عرياناً فيؤثر فيه هذا " ) ( نقلاً عن كتاب " زاد 
    المعاد " - 4 / 69 ) 0 

    4- تبرج المرأة وهي في أكمل زينتها : وقد أظهرت مفاتن جسمها ، مفتخرة 
    بجمالها ، متعالية متكبرة ، من غير أن يجري على لسانها وقلبها ذكر الله 
    وشكره على ما أعطاها من نعمه ، أو مستعيذة به سبحانه ، فإنها تكون عرضة 
    للمس 0 

    5- لما كان على المسلم أن يتعرف على كتاب الله وأن يقرأ آياته وسوره ، فإن 
    تخلى عن ذلك فإنه يكون عرضة للمس الشيطاني : وكذلك إذا كان غير مواظب على 
    الصلاة الواجبة في أوقاتها ، فإن التارك لها معرض للمس الشيطاني 0 

    6- كشف العورة في البيت دون ذكر اسم الله سبحانه وتعالى وذلك في الأحوال 
    التالية :

    أ- أن تخفف المرأة ثيابها وتقف أمام المرآة في الحجرة وتسير ذهاباً وإياباً
    مستعرضة نفسها ومفاتنها معحبة بنفسها وقد يكون هناك من الجن من يراها ، 
    فيعجب بها ويتعشقها وهو كثير 0 

    ب- نوم الرجل أو المرأة خاصة في آيام الصيف بثياب خفيفة وأبدان عارية من 
    غير أن يمر ذكر الله قبل النوم على قلوبهم وألسنتهم وقد ورد في الحديث 
    الشريف : " ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا 
    أراد أن يطرح ثيابه : بسم الله الذي لا إله إلا هو " 0 

    ج- دخول الخلاء للغسيل وللاستحمام دون ذكر الله تعالى قبل الدخول 000 
    والحديث الوارد في هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال
    : " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " ( السلسلة الصحيحة 1070 ) 0 

    د- جماع الرجل أهله دون ذكر الله تعالى قبل الجماع ، وفي الصحيحين أن رسول 
    الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : 
    بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن قدر 
    بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً " ( صحيح الجامع 5241 ) 0 

    وهكذا فإن عدم ذكر الله تعالى في هذه الحالات وغيرها والبعد عنه تعالى ، 
    تعرض الإنسان إلى عدوان الجن والشياطين عليه وتلبسهم له 0 

    لذلك نرى أن على الإنسان أن يجري دائماً ذكر الله على لسانه وقلبه في جميع 
    الأماكن التي يرتادها ، وبخاصة الأماكن الخالية ، وهي الأماكن التي يعيش 
    فيها الجن 0 

    وكذلك أن يلازم ذكر الله تعالى في جميع الأزمان ، فالله خير حافظاً وهو 
    أرحم الراحمين ) 0( مجلة الفرحة – العدد (42)– مارس سنة 2000 م– نقلاً عن 
    كتاب "تلبس الجن بالإنس" ) 0

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()