الرئيس محمد مرسي
تحقيق- هند بشندي:
يُقال إنك إذا كنت في صفوف المعارضة، فهذا أسهل بكثير من أن تكون في صفوف الحكم.. وفي ظل المشهد السياسي الحالي في مصر، وفي ظل الانتقادات الموجهة لطريقة الرئيس محمد مرسي في إدارة الأزمة، طرح ''مصراوي'' تساؤلًا على عدد من السياسيين والشخصيات المعارضة: ماذا لو كنت الرئيس؟ ما القرار الواجب اتخاذه لمواجهة الأزمة السياسية الحالية واحتقان الشارع المصري؟
قرارات فورية لانتهاء الأزمة الحالية
فمن جهته، يرى عبدالغفار شكر، القيادي بجبهة الإنقاذ، ومؤسس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن القرارات التي سيتخذها إذا كان هو الرئيس الحالي هي تكليف تشكيل حكومة جديدة، برئاسة شخصية وطنية مستقلة تكون موضع ثقة الشعب المصري، وتضم كفاءات قادرة على حل المشاكل الصعبة في البلاد كخطوة أولى لحل الأزمات.
أما الخطوة الثانية، من وجهة نظره، فتكمن في تكوين لجنة تمثل كل أطياف الشعب، تعيد النظر في المواد الخلافية في الدستور، معتبرًا أن هذه الخطوات ''تفتح الباب نحو بداية انتهاء الأزمة''.
من جانبه، حدد ممدوح حمزة، الناشط السياسي، عددًا من القرارات لحل الأزمة السياسية الحالية؛ أولها إقالة النائب العام، وتعيين مجلس القضاء الأعلى لنائب عام جديد، وإعادة تشكيل المحكمة الدستورية بسابق تشكيلها، بالإضافة إلى تشكيل لجنة دستورية من أساتذة القانون الدستورى من جميع الجامعات المصرية لصياغة الدستور كما هو أو ترقيع الدستور الحالي.
تقنين وضع الجماعة أمر مستبعد
ويضيف حمزة أن من أهم القرارات التي سيتخذها هو قرار تقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين، كما أنه سيسعى لإلغاء كل القنوات الدينية فورًا، إلا التي تقوم بإذاعة القرآن الكريم وتفسيره، وسيصدر توصية بفصل محمود شعبان من الأزهر؛ لأنه شخص يحرض على القتل.
وسيصدر، إذا كان في منصب الرئيس حاليًا، قرارًا سياسيًا تنموي، ليتم الاعتماد على الخبرات المحلية، ولا يتم اللجوء للخارج، إلا بعد الإعلان عن عدم وجود خبرات محلية.
وعن إمكانية أن يُحقق الرئيس الحالي ''محمد مرسي'' لهذه القرارات، اعتبر حمزة أن هذا أمر ''مستبعد'' وقال: ''لهذا السبب، سيُطرد مرسي كما طُرد حسني مبارك من قبل، وسيخلع هو وعشيرته، وسيجرون أمام الشعب المصري كالفئران من الذعر، نتيجة سياساتهم التي ستؤدي لإفلاس وجوع مصر'' بحسب تعبيره.
على خطى مانديلا
ناجح إبراهيم، القيادي بالجماعة الإسلامية، تبنى الفكرة التي كتبها الخبير السياسي معتز عبدالفتاح، في شكل صورة للخطاب الذي لم يقله الرئيس، وقال إنه إذا كان مكان مرسي، فإنه سيعلن للشعب المصري ''حقيقة أننا لم نستكمل أهداف الثورة، وأننا جميعًا أخطأنا، وقصرنا في المرحلة الانتقالية، سواء حكومة أو معارضة، وأننا لم نحقق ما كان ينبغي لنا أن نحققه''.
وأضاف: ''رغم أني وقتها سأكون قد حصلت على الأغلبية، إلا أنني سأسير على خطى نيلسون مانديلا، وسأقوم بمصالحة وطنية بين الجميع، وسأشكل حكومة وحده وطنية، يشارك الجميع فيها ويتحملوا مسئولياتهم، وسأختار محمد البرادعي مستشارًا لشؤون الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وسأجعل عمرو موسي مستشارًا لشؤون الشرق الأوسط، وحمدين صباحي للعدالة الاجتماعية، والدكتور سليم العوا للشؤون القانونية والدستورية''.
وأكد إبراهيم: ''إننا سنعمل على إعلاء دولة المؤسسات، مع ضرورة توقف المظاهرات والمليونيات جميعًا، الإسلامية منها وغير الإسلامية لبدأ المسيرة'' وأشار: ''إرضاءً للمعارضة سأختار رئيسًا للوزراء من خارج التيار الإسلامي''.
هيكلة الجماعة والحوار الوطني
أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، أكد أن الحل يكمن في عودة دولة القانون بشكل مباشر وصريح، واعتبر أن القانون غائب وأننا ندفع الآن ثمن عدم وجود قواعد منظمة للمجتمع.
وأضاف أن أي خطوة في غياب دولة القانون لن تكون مجدية، مؤكدًا على أن هيبة الدول من هيبة القانون، وأنه إذا لم يُحترم فتتحول البلد لفوضي، وقال إن قيام إتاحة قيام أي شخص بأي شيء هو شئ كارثي، وأضاف أن الحل الوحيد هو تفعيل القانون بشكل صحيح.
كذلك، أوضح جمال أسعد، المفكر السياسي، والذي لم يُعجب بفكرة كونه رئيسًا للجمهورية، أنه ''لو افترضنا هذا، فإن رئيس الجمهورية الذي جاء بـ 51% أي بنصف الشعب فقط، عليه أن يحاول أن يكسب الذين لم يصوتوا له، وبغض النظر عن كونه رئيسًا لكل المصريين دستوريًا وقانونيًا، لكن لا يمكن أن يكون رئيسًا، وهو يؤكد في كل لحظة أنه رئيس لجماعة الإخوان المسلمين وأهله وعشيرته، فهذا منذ اللحظة الأولى يفقده مصداقيته وسط الجماهير، وتضيع وقتها العلاقة الطبيعية بين الرئيس والمواطن''.
واعتبر أنه عندما يحدث هذا، يتوقف الفعل السياسي، ولهذا يؤكد أسعد أن أول قرار سيتخذه هو النزول للجماهير وإقناعهم قولًا وعملًا، أنه رئيس لكل المصريين وأن مصلحة الوطن هي المصلحة الأولى والأخيرة.
وأكد أن هذا سيحدث من خلال إحساس الرئيس بالجماهير، ومعرفته بقضاياهم وآمالهم وطموحاتهم، مضيفًا أن الرئيس عليه تحقيق ذلك من خلال رؤية سياسية تعيد مصداقية هذا الرئيس، الذي أوضح أن لديه الإرادة ثم الرؤية السياسية حتي لو كانت تحتاج لوقت طويل، موضحًا أن إحساس الجماهير بأن الرئيس يشعر بهم هو ''عربون المحبة'' والبداية الحقيقة لتقبل المواطن المصري للرئيس، حسبما أشار.
وأضاف أسعد إنه، حينما يكون رئيسًا للجمهورية، يتوجب عليه اتخاذ قرارات تعيد ثقة الجماهير به، ويشعر بها المواطن العادي، وبخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية، التي وصفها بالـ''الكارثية'' التي تعيشها مصر الآن، مؤكدًا أن هذا كله لن يحدث إلا في حال تحرر الرئيس من قبضة جماعة الإخوان المسلمين.
وأشار أسعد إلى أنه سيعيد هيكلة جماعة الإخوان بشكل قانوني، إما حلها، أو تقييم وضعها بأن تخضع للقانون من حيث إيراداتها ومصروفاتها وعددها وبرامجها، لافتًا إلى أن هذه خطوات مبدئية لإعادة الثقة التي ستبدأ بقيام حوار وطني، بهدف حدوث التوافق والوحدة الوطنية بشكل حقيقي وليس نظري، على حد قوله.
الانتخابات المبكرة
مجدي حسين، رئيس حزب العمل الجديد، أشار إلى وجود ''تعمد من جبهة الإنقاذ لعدم الحل وقبول أي اقتراح'' ويرى أنه لو كان مكان الرئيس، فسيؤكد على الحل الوحيد الممكن، وهو إجراء انتخابات برلمانية مبكرة خلال شهر أو اثنين.
ووصف حسين الوضع بالـ''بسيط'' موضحًا أن جبهة الإنقاذ تسعى لتعطيله خوفًا من نتائج الانتخابات، رغم أن الانتخابات البرلمانية قد سبق الاتفاق على إجراءاها عقب إجراء الدستور، بحسب تعبيره.
وأوضح رئيس حزب العمل أنه بمقتضى هذا القرار، فستستطيع المعارضة أن تحصل على السلطة التشريعية، إذا استطاعت الحصول على 50% بالإضافة لمقعد واحد من المقاعد البرلمانية، موضحًا أن هذا سيتيح لها تشكيل الحكومة، الأمر الذي اعتبره إنجازًا لها، وقال: ''في خلال شهر، يمكن أن تحصل المعارضة على السلطة التشريعية ونصف التنفيذية، ووقتها لا يمكن للرئيس رفض الحكومة أو عزلها إلا بعد استفتاء، لكنه لن يلجئ إليه، خوفًا من أن يُطاح به''.
وتعليقًا على أحداث العنف الأخيرة التي تشهدها البلاد، والتي وصفها حسين بـ''المهزلة'' اقترح: ''بدلًا من إلقاء المولوتوف على القصر الرئاسي، يمكن إسقاط حزب الرئيس من خلال الانتخابات''.
وعن طرح البعض لفكرة انتخابات رئاسية مبكرة، اعتبر حسين أن هذا الحل يلغي ما تم إنجازه، ويعيدنا لنقطة الصفر، موضحًا أننا سنستمر في حكومات تسيير الأعمال التي تعتبر أحسن وسيلة لتخريب البلاد، حسبما أشار، لافتًا: ''من يريدون انتخابات رئاسية مبكرة كمن يريد إفساد الفرح، أو المهزوم الذي يلجأ للشعب في المباراة حتي لا تكتمل''.