بتـــــاريخ : 9/14/2008 8:20:03 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 903 0


    هذي إذن بيروت

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    وصرختُ يا بيروتُ‏

    يا امرأةَ الخريرِ العذبِ‏

    والمطرِ الجنوبيِّ الرزينْ!‏

    يا أمَّ هذا الليلِ،‏

    يا بنةَ شهوةِ الصابونِ‏

    والنهدِ الحليبيِّ الحزينْ!‏

    بيروتُ يا قمراً‏

    يعاركُ في زفافِ الليل‏

    أزواجَ الحمامِ بهدبهِ الباكي،‏

    وينشرُ في رحابِ الشهوةِ الثكلى‏

    محارمَ ياسمينْ!‏

    من حزنِ أيامي أتيتكِ حاملاً‏

    شوقَ السنابلِ للحفيفِ،‏

    ورغبةَ الصفصافِ بالهذيانِ تحت الريحِ..‏

    جئتُ اليومَ مشتاقاً حفافي التينِ..‏

    يا بيروتُ‏

    يا إبريقَ حبرٍ غارقاً بالدمعِ‏

    يا ناياً عراقيَّ الحنين!‏

    في وجهكِ البدويِّ‏

    لاحَ الحزنُ صوفيَّاً،‏

    وضاءتْ مثلَ قنديلِ الغروبِ‏

    حمامةُ الوادي‏

    فجاءَ العاشقونَ مسبّحينْ.‏

    نهرانِ يقتربانِ‏

    من وترينِ يبتعدانِ‏

    والأعراسُ عاليةٌ،‏

    وبيروتُ النساءْ.‏

    يا للمساءِ العذبِ‏

    فاحت زهرةُ القدّاحِ‏

    والأشواقُ شفّتْ‏

    في فراغ المغربِ الضاوي‏

    وراحَ الطائرُ الريفيُّ يخفقُ‏

    في أعالي الغيمِ‏

    فاحتارَ المغنّي كيف يبدأُ بالغناءْ.‏

    فاخترْ كمنجتكَ الحنونةَ!‏

    كي تُراقصَ طائرَ الغاباتِ‏

    في أفقِ العراءِ الطلقِ للأغساقِ‏

    واركضْ في حقولِ القمح‏

    برِّياً‏

    ليقتلكَ العياءْ!‏

    واذهبْ إلى امرأةٍ‏

    ضفائرها "أناجيلٌ" من الحنَّاءِ‏

    عيناها "مواعيدٌ"‏

    ورقصتها غناءٌ‏

    في غناءْ!‏

    واذهبْ بها عصراً إلى نبعٍ قديمٍ!‏

    حيث يبكي طائرُ الحسّونِ منتشياً‏

    وتستلقي على رجعِ المياهِ‏

    أمومةُ الزيتونِ‏

    وافعلْ ما تشاءْ.‏

    قلْ إنها امرأةٌ‏

    وقلبكَ لا يكفُّ عن النساءْ!‏

    هذي إذن بيروتُ‏

    امرأةٌ موشّاةٌ بحزنِ اللوزِ.‏

    يمشي خلفها العشاقُ‏

    قديسينَ‏

    والفلاّحُ يجلسُ تحتَ شَجْرتها العتيقةِ‏

    مصغياً لحفيفِ شَعْرِ الكستناءْ.‏

    مشغولةٌ كالأرزِ‏

    من ذرفِ الدموعِ على الأكفِّ،‏

    ومن عتاباتِ النواطيرِ‏

    الذين يساهرونَ وراء كرمِ الصيفِ‏

    جوقاتِ الغناءْ.‏

    أغمضْ جفونكَ كي تشاهدَ حلمها!‏

    سرّحْ لها أشواقها!‏

    واجلسْ إليها مثلَ ناطورِ العنبْ!‏

    إن المحبةَ من تعبْ‏

    ستشاهدانِ النهرَ كالفرسِ المعذَّبِ‏

    سارحاً باللوزِ،‏

    والنغماتِ يلهثُ خلفها‏

    نايُ القصبْ.‏

    وستسمعانِ الليلَ يطلعُ بالعتابا‏

    من ضفافِ الوقت كالحادي‏

    ويرحلُ في الأبدْ.‏

    * * *‏

    هذي إذن بيروتُ‏

    إِمرأةٌ تضيءُ سراجها وحنينها‏

    لليلِ والعشاقِ والقمر الشفيفْ‏

    في ليلةِ العشاق يأتي النايُ‏

    والمزمار‏

    يأتي القمحُ منتشياً‏

    بهبَّاتِ الهديلِ على الخريفْ.‏

    تأتي صبايا العيدِ‏

    تأتي أجملُ الفتياتِ‏

    أصغرهنَّ عند تفتّحِ الليمونِ‏

    راقصةً‏

    بأثوابِ الحفيفْ.‏

    يا للأغاني!!‏

    زوّجيني من صبايا الأرز‏

    أجملهنَّ يا بيروتُ!‏

    بنتاً من صبا الأعراسِ‏

    يهطلُ جسمها اللوزيُّ أجراساً‏

    فيشتاقُ الخريفُ إلى الخريفْ.‏

    أحداقها أيقونةٌ‏

    أشواقها قمرٌ -و- ريفْ.‏

    زهراءُ تولدُ روحها‏

    من زغرداتِ الفجر في الغاباتِ‏

    من أصباحها،‏

    وزواج أزواج الحمائمِ‏

    في مقاماتِ الزجلْ‏

    فدعوا زرازيرَ الغناءِ البيضَ‏

    تخفق في فضاءاتِ الطفولةِ،‏

    وارفعوا الحنّاءَ!‏

    ولترقصْ صبايا النهرِ رَقْصَاتِ الهدلْ.‏

    هذي المواسمُ‏

    للتزاوجِ والقبلْ‏

    وليرقصِ العشاقُ‏

    ما طابتْ لهم هذي الليالي‏

    إنهُ... شهرُ العسلْ.‏

    يمضي الحبيبُ إلى حبيبةِ روحهِ‏

    ويضمّها‏

    فتنامُ أسرابُ الحجلْ.‏

    والنحلةُ العذراءُ عندَ لقائنا‏

    تُخلي خليّتها‏

    وترحلُ في مهبِّ الريحِ‏

    يا للحلمِ‏

    لو يبقى قليلاً نومنا..‏

    إنّا صحونا مبكرينَ‏

    وفاتنا‏

    عَدُّ القبلْ.

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()