بتـــــاريخ : 6/2/2008 4:49:22 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1331 0


    الأمة الإسلامية .. طريق عزتها

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : محمد الحمود النجدي | المصدر : www.islammemo.cc

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة

    الأمة الإسلامية في حالة غزو من أعدائها في الداخل والخارج، غزو في عقيدتها، غزو في أخلاقها، غزو في تصوراتها، غزو في تحريف مفاهيمها، وهذا الغزو يتطلب من كل مسلم إعداد العدة والأخذ بأسباب النصر التي بينها الله في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، وحول كيفية النصرة لله وإعداد العدة كان هذا الدرس.

    الحمد لله، والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه، أما بعد،،،

    فإن أعداء الإسلام قد غزوا هذه الأمة من كل وجه، فغزوها من جهة العقيدة والفكر، فغيروا العقائد، وحرفوا الأفكار، وهذا دأبهم قديماً وحديثاً، ولا ننسى أيضاً ما يقوم به أهل البدع والأهواء من غزو لمعتقد أهل السنة والجماعة، ومحاولة صرف وتغيير وتبديل لما كان عليه سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين، فيلبسون لباس أهل الإسلام، وهم في الحقيقة أعداؤه، ولكم أضروا بالمسلمين وبمعتقدهم وبسلوكهم، وكم أسالوا من دماء، وكم فرقوا الأمة، وكم شتتوا شملها، وكم أغروا العداوة والبغضاء بين أفرادها !!

     

     

    فخطرهم عظيم، ولقد أشار شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ إلى خطرهم في مواضع كثيرة، وأخبر أن هؤلاء أولى بالمحاربة والجهاد من العدو الظاهر: من العدو اليهودي، والنصراني، والمشرك، لأن أولئك عوارهم وعيبهم ظاهر لكل مسلم، والخوف كل الخوف من هؤلاء الذين يغزون الإسلام من الداخل، ويؤخرون الأمة عن النصر، وأنتم تعلمون إن الله قد تعهد بنصر الأمة المؤمنة العاملة العمل الصالح، ومن انحرف عن الإيمان، وانحرف عن التوحيد والعقيدة والمنهاج المستقيم، فإنه سيتأخر عن النصر بلا شك .

     

     

    وغزا أعداء الله- أيضاً- المسلمين في أخلاقهم، وفي معاملاتهم، غزوا سلوكهم، فأفسدوا الأخلاق، وهدموا المثل العليا، ولم يزل به الأمر حتى نحوا شريعة الله عن حياة المسلمين، وزينوا لبعض أبناء المسلمين أن هذه العقيدة، وهذه الشريعة لا تصلح لمثل هذا الزمان، وإنما هي كانت لزمان ماض قد مضى وانمحى .

    أيها الكرام: إن علينا أن نحذر دائماً، وأن نتنبه، ونتعرف على الداء لنعرف الدواء، يجب علينا أن نقف في نحور هؤلاء الأعداء جميعاً، ولاسيما العدو المستتر، ونستخدم في ذلك جميع مانقدر عليه من أسباب مادية ومعنوية، ولابد لنا من أسباب وشروط إن أخذنا بها سننتصر، وتكون لنا العزة والنهضة والقوة في الأرض إن شاء الله .

     

     

    من أسباب وشروط النصر والعزة:

    إخلاص العمل لله: أن ننوي بأعمالنا وجه الله، أن ننوي بدعوتنا وجهادنا بألسنتنا وأيدينا وأموالنا إعلاء كلمة الله في الأرض، وتحكيم شريعته، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، نية صادقة لا يشوبها رياء ولاسمعة، ولارغبة في الدنيا، ولا التفات إلى ما في أيدي الناس، وهذه من أعظم أسباب النصر للرسل وأتباعهم:}...قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا...[90] {[سورة الأنعام]. كان الأنبياء يكررونها لأقوامهم:}وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ[109] {[سورة الشعراء]. فننوي الإخلاص لله بدعوتنا وجهادنا وعملنا وقولنا سرًا وجهرًا .

     

     

    أن تكون لدينا العزيمة الصادقة القوية على تنفيذ أوامر الله: في المنشط والمكره، في العسر واليسر، في الصحة والمرض، في الفقر والغنى على كل حال، كما فعل سلف هذه الأمة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونضرب لذلك بمثالين عظيمين يتجلى فيهما ماحصل لصحب النبي صلى الله عليه وسلم من الجهد والمشقة، والنصب والتعب .

     

    · أولهما: في غزوة أحد: لما حصل لهم ما حصل من التعب والجهد والمشقة واستشهاد من استشهد منهم، ولما همّ المشركون بعد انصرافهم من أحد ليرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه زاعمين أنهم يريدون استئصال ما بقي منهم، ندب النبي صلى الله عليه وسلم صحبه إلى النهوض لقتال العدو مرة أخرى، فأجابوا النبي صلى الله عليه وسلم على ما فيهم من الجراح والتعب والنصب، استجابوا لذلك طاعة لله، وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، وابتغاء لفضل الله ورضوانه، ولقد ذكر الله ذلك في قرآن يتلى إلى يوم القيامة قائلًا:} الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ[172] { [سورة آل عمران].

     

    وقد دحر الله عدوهم، و ألقى في قلبه الرعب، فرجع أبو سفيان، وكان إذ ذاك كافرًا ولم يمض لأمره؛ فقال تعالى:} فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ[174]{[سورة آل عمران]. فأثابهم الله حسنُ الثواب، وانقلبوا بطاعة الله ورسوله ورضوان من الله جل وعلا .

    ·والمثال الثاني: في غزوة الأحزاب: ماجرى للصحابة رضي الله عنهم التي طال فيها حصار المشركين، وهزمهم الله عز وجل، ورجع الصحابة إلى بيوتهم وأهليهم بعد طول الحصار والمشقة والتعب، رجعوا مقبلين على أهلهم طالبين للراحة، وللأهل:' فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلَاحَ فَاغْتَسَلَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنْ الْغُبَارِ فَقَالَ: [ وَضَعْتَ السِّلَاحَ وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهُ اخْرُجْ إِلَيْهِمْ] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ فَأَيْنَ] فَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ' رواه مسلم .

     

     

    فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وندب الصحابة إلى الخروج، وانظروا إلى العزائم، عزائم الرجال، كيف استحابوا لله والرسول، قال صلى الله عليه وسلم عند ذلك:[لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ] رواه البخاري ومسلم . فخرج الصحابة، منهم من التزم ظاهر نصه صلى الله عليه وسلم ولم يصل إلا في بني قريظة، ومنهم من قال: أن النبي عليه الصلاة والسلام أراد منا سرعة الخروج، فصلى في الطريق، ثم وصل إلى بني قريظة .

    هكذا كان امتثال السلف والرعيل الأول من هذه الأمة، هكذا كان امتثالهم لأمر النبي صلى الله عليه وسلم واتباعهم له بغير جدال، ولاتردد ولانقاش، وهكذا كان صدق عزائمهم مع الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك حقق الله لهم النصر المبين على عدوهم، فكانت العاقبة لهم، والعاقبة للمتقين .

     

     

    اجتناب معصية الله: فإن معصية الله من أعظم أسباب الخذلان في الدنيا والآخرة، ومن أعظم أسباب تأخير النصر عن الأمة، فإذا أردنا النصر على عدونا فلنطع الله ورسوله، ولنخش الله تعالى، ونتقيه، فإن فعلنا؛ فإن الله تعالى ناصرنا على عدونا .

    ولقد حصل من الصحابة مخالفة ومعصية في غزوة أحد، فمن جرّاء هذه المعصية الواحدة، وهي معصية تنظيمية، يعني ليس فيها شرب خمر ولا فعل فاحشة، قال لهم صلى الله عليه وسلم: [ إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ] رواه البخاري . فالصحابة الذين كانوا على جبل الرماة لما رأوا المسلمين قد هزموا المشركين تخلوا أو تخلى بعضهم عن هذا المكان الذي عينه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقائدهم في تلك المعركة، فحصلت الهزيمة، قال الله تعالى:} حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ[152] {[سورة آل عمران].

     

     

    هذا ما حصل للمؤمنين من جراء معصية واحدة، فكيف بمن عصى الله في أمور كثيرة ؟! فكيف وفي العرب اليوم من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، أو في إيمانه شك ؟! وكيف وفي المسلمين اليوم من يعتقد أن الشريعة والتزامها رجعية وتخلف؟! وكيف وفي المسلمين اليوم من لا يقيم الصلاة ولا يؤتي الزكاة ؟! وفي المسلمين من لا يصوم رمضان، ولا يعرف حج بيت الله الحرام ؟! وفي المسلمين اليوم من يشرب الخمر، بل في أسواق المسلمين إلا الندرة من بلاد المسلمين تباع الخمور علانية ! وتشرب علانية ! كيف ونساء المسلمين اليوم متبرجات، مائلات مميلات، فاتنات مفتونات !! وكيف وأسواق المسلمين اليوم تعج بمحاربة الله تبارك وتعالى بأكل الربا الذي أعلن الله الحرب على أصحابه؟! كيف وأسواق المسلمين اليوم تعج ببيع آلات الطرب والمعازف والغناء، وأشرطة الفيديو المحتوية على الخلاعة والمجون؟! كيف؟ وكيف؟ وكيف؟!

     

     

    الصحابة رضي الله عنهم من جرّاء معصية واحدة حصل لهم ما حصل، فكيف يحصل النصر لأمة الإسلام اليوم وفيها مثل هذه الأدواء، وهذه البلايا التي يحار المرء بأيها يبدأ ؟!

    ألا نعجب بأنفسنا: فإن الإعجاب بالنفس من أسباب تأخر النصر، ومن أسباب البعد عن العزة والكرامة التي يريدها الله لعباده المؤمنين، فإن الإعجاب بالنفس سبب للحرمان من فضل الله ونصره؛ لأن الإعجاب بالنفس معناه نسيان ربنا سبحانه وأن النصر منه كما قال:} وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ[126] {[سورة آل عمران] .

     

     

    ولقد قال بعض الصحابة كلمة- وقد قيل إنها انطلقت أو خرجت من بعض مسلمة الفتح في غزوة حنين- لما رأى الكثرة المدججة بالسلاح، وهي تبلغ اثني عشر ألفاً، قال: لن نغلب اليوم من قلة، قال سبحانه:} لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ[25]ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ[26]ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[27] {[سورة التوبة].

    فأخبر سبحانه وتعالى أن هذه الكلمة كانت سبباً في الهزيمة؛ لأن الإنسان إذا أعجب بنفسه نسي الله تبارك وتعالى وقوته، وأن النصر من عنده جل وعلا .

     

     

    علينا أن نعد العدة لأعدائنا بما استطعنا: ونبدأ أولا بإعداد العدة المعنوية، وإصلاح الجبهة الداخلية التي هي مصدر القوة الخارجية، فإن الإنسان يجاهد أربعة أعداء:

    · أولها: نفسه التي بين جنبيه

    · ثانيها: هواه وشيطانه

    فإن لم ينتصر على نفسه وهواه وشيطانه؛ لا نتوقع منه أن ينتصر على العدو الكافر، أو المنافق الفاجر، فلابد أن يبدأ الإنسان بإعداد العدة الروحانية، والانتصار على نفسه وهواه وشيطانه، وتطويع نفسه أي أن تكون مطيعة لله، تابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم .

     

     

    وأما الاستعجال وترك الإعداد الروحاني، والبناء النفساني؛ فإنه مذموم، قد ذمه الله وقال:} أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا[77] { [سورة النساء]. فهذه الآية تتحدث عن طائفة ممن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، كانوا يتوقون للجهاد والقتال، ويتمنون قتال أعداء الله من المشركين، لكن الله تعالى لم يأذن لهم بذلك؛ لأن في قتالهم لهم مفسدة كبرى، ولأنهم لم تكتمل أنفسهم، ولم يكتمل بناء أنفسهم، فأراد الله أن يكون ذلك في حينه، وقال أصحاب البيعة، بيعة العقبة الثانية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم:' إن شئت منا أن نميل على أهل الوادي' يقصدون أهل منى في الموسم، فقال صلى الله عليه وسلم: [إِِنِّي لَمْ أُومَرْ بِذَلِكَ] .

     

    فالاستعجال بهذا الباب يضر الأمة ولا ينفعها .

    فاصدقوا الله سبحانه وتعالى في عقائدكم، ونياتكم، وأقوالكم وأعمالكم، واعبدوه مخلصين له الدين، والتزموا شريعته، وأطيعوا رسوله، غير مغالين، ولا مفرطين، بل أمة وسطا كما أمركم الله، وانصروا الله تعالى بالانتصار على أنفسكم وأهوائكم وشهواتكم؛ ينصركم الله سبحانه، وانصروا الله بالغيرة على دينه، وتغيير المنكر بما استطعتم، وذودوا عن توحيد رب العالمين، وعن عقيدتكم التي هي سبب فلاحكم ونجاحكم وسعادتكم في الدنيا والآخرة فإن الله يقول:} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ[7] {[سورة محمد] .ويقول جل وعلا:} كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ[21] { [سورة المجادلة].

     

    وقال سبحانه وتعالى:} وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ[40] الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[41]{ [سورة الحج] . ويقول جل وعلا:} وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[55] { [سورة النور] . ويقول سبحانه:} وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ[105] {[سورة الأنبياء] .

     

     

    فيا أمة القرآن.. يا أمة الإسلام.. يا أمة التوحيد والإيمان، هذه الآيات الكريمة تحمل موعوداً مؤكداً صادقاً من رب العالمين: إن نصرتموه؛ نصركم جل وعلا، فقد نصر الله نبيه وحزبه، فهو هازم الأحزاب، ومجري السحاب، ومنزل الكتاب، لا إله غيره ولا رب سواه، اعبدوا الله عز وجل ولاتشركوا به شيئا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وآمنوا بأن النصر من عند الله العزيز الحكيم؛ لأن له عاقبة الأمور، وهو القوي العزيز، لا ترهبوا من أعدائكم ولا تخافوهم، وإنما قابلوا خططهم وعددهم بشجاعة وعدد هي أقوى، وإذا كانوا هم يمكرون ويتصرفون ويفكرون فأنتم لستم بأقل منهم قوة،ولا عقلاً، ولا مكراً بل أنتم بفضل الله أقوى وأعز .

    اللهم إنا نسألك أن تعز الإسلام والمسلمين، وتذل الشرك والمشركين وتدمر أعداءك أعداء الدين الدين، وأن تبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، إنك على كل شيء قدير .

    من محاضرة:'الأمة الإسلامية .. طريق عزتها' للشيخ / محمد الحمود النجدي

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة

    تعليقات الزوار ()