بتـــــاريخ : 6/2/2008 6:25:56 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 986 0


    أيها الدعاة .. بينوا دين الله

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.islammemo.cc

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة

    بيان الحق والصبر على عواقب ذلك من مقاصد بعثة الرسل وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل بيان الحق أتم قيام وعلى هذا الدرب سار أهل السنة من بعده وصمدوا في سبيل الصدع بالحق والمحافظة على أصول الدين وحفظ عقائد الناس وهذا بعض مما تناوله درسنا.

    إن الحمد لله،  نحمده ونستعينه ونستغفره،  ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،  وسيئات أعمالنا،  من يهده الله؛ فلا مضل له،  ومن يضلل؛ فلا هادي له،  وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له،  وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد، ، ، 

     

     

     

     فإن الله سبحانه أراد أن يُبين الحق للناس، وأن لا يكون لأحد عذر أن لا يبلغه الحق والدين؛ ولذلك أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: [...لَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنْ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ...] رواه البخاري ومسلم . فقام الأنبياء بالبيان، وبعدهم كان العلماء وطلبة العلم وكل من علم حقًا لزامًا عليهم أن يسيروا على طريق الأنبياء، وأن يُبينوا، قال تعالى: } وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ[187]{ [سورة آل عمران] . وقال تعالى: } إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ[159]{[سورة البقرة] .

    فهذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم أن يبينوا للناس الحق أن يبينوا للناس أحكام الشريعة، ولا يكتمون ذلك،  فمن كتم ما أنزل الله، وغش عباد الله؛ فـ } يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ{  أي: يبعدهم، ويطردهم عن قربه ورحمته، } وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ{ جميع الخليقة . وأما الذين يعلمون الناس الخير، ويبينون الحق؛ فان الله يصلي عليهم، وملائكته تصلي عليهم، حتى الحيتان والأسماك وسائر الحيوانات والبهائم، حتى النملة في جحرها، كلٌ جزاؤه من جنس عمله .

     

     

    وتوعد الله الذين يكتمون ما أنزل لقاء شيء من الحياة الدنيا:} إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[174]{ [سورة البقرة] . فالذي يريد الحطام الدنيوي ليكتم ما أنزل الله، ويخفي الحق، أو يقول الباطل:}مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ{  فالثمن الذي اكتسبوه من أعظم المحرمات ، وسيكون نارًا في بطونهم يوم القيامة، }وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ{ بل يسخط عليهم، ويعرض عنهم، ومن أعرض الله عنه، فالنار مثواه . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ عَلِمَهُ ثُمَّ كَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ] رواه أبوداود والترمذي وابن ماجة وأحمد. والجزاء من جنس العمل فكما ألجم نفسه بالسكوت عن الحق؛ ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة.

     

     

    وقد قال الله سبحانه:} كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ...[213]{ [سورة البقرة] . وقال عز وجل:} لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ[39]{ [سورة النحل] . إذاً: بعثناه ليبين لهم ما اختلفوا فيه.

    وما هي وظيفة النبي عليه الصلاة والسلام؟ قال: }وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ{  لماذا ؟ } لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[44]{ [سورة النحل] . ولذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ كافة الوسائل في البلاغ والبيان، صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي:[ يَا بَنِي فِهْرٍ يَا بَنِي عَدِيٍّ -لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ- فَقَالَ: [أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ] قَالُوا نَعَمْ مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا قَالَ:[فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ] فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ:} تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ[1]{ [سورة المسد]. رواه البخاري ومسلم .

     

     

    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف على القبائل: فعن رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيَّ قَالَ إِنِّي لَمَعَ أَبِي رَجُلٌ شَابٌّ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْبَعُ الْقَبَائِلَ وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ وَضِيءٌ ذُو جُمَّةٍ يَقِفُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَبِيلَةِ وَيَقُولُ: [ يَا بَنِي فُلَانٍ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ آمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تُصَدِّقُونِي حَتَّى أُنْفِذَ عَنْ اللَّهِ مَا بَعَثَنِي بِهِ] فَإِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَقَالَتِهِ قَالَ الْآخَرُ مِنْ خَلْفِهِ يَا بَنِي فُلَانٍ إِنَّ هَذَا يُرِيدُ مِنْكُمْ أَنْ تَسْلُخُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَحُلَفَاءَكُمْ مِنْ الْحَيِّ بَنِي مَالِكِ بْنِ أُقَيْشٍ إِلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْبِدْعَةِ وَالضَّلَالَةِ فَلَا تَسْمَعُوا لَهُ وَلَا تَتَّبِعُوهُ فَقُلْتُ لِأَبِي مَنْ هَذَا قَالَ عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ . رواه أحمد، حديث صحيح .

    ورحل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بقاع أخرى، وذهب إلى الطائف ليبلغ الحق ولم يكن يحابي أحدًا لا كبيرًا ولا صغيرًا .

    وكان عليه الصلاة والسلام يناظر لأجل بيان الحق: كما ناقش وفد نصارى نجران لما جاءوا إليه في شأن عيسى عليه السلام وقال الله:} إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[59]{ [سورة آل عمران] .

     

     

    وكان النبي عليه الصلاة والسلام يكرر الكلمة،  إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه من أجل البيان.

    وكذلك فإنه صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بقول فصل لو عده العاد لأحصاه، ولم يكن يستعجل استعجالًا لا يفهم معه السامع .

    وكان يرفع صوته للبيان: قال عبد الله بن عمرو:تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: [ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ-مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا-] رواه البخاري ومسلم. وكذلك فإنه صنع المنبر ليصعد عليه ليكون أبين و أوضح .

    وكان عليه الصلاة والسلام أبعد الناس عن أساليب التعمية والإلغاز والإشارات الخفية: ولما فتح عليه الصلاة والسلام مكة كان هناك نفر قد سبوا النبي عليه الصلاة والسلام، فأمر بإهدار دمائهم ومنهم ابن خطل وابن أبي سرح أمر أن يقتلوه، ولو رأوه متعلقًا بأستار الكعبة فقتل ابن خطل ،

     

    وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: [أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ] فَقَالُوا مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ أَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ قَالَ: [إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ] رواه أبوداود والنسائي . هذا ليس من شأن النبي،  النبي واضح في كلامه، واضح في أفعاله، ليس عنده إشارات خفية.

     

     

    وحتى لما مات عليه الصلاة والسلام عند موته ولسانه يقبض مع روحه جاهد لكي يقول لنا:  [الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ] حَتَّى جَعَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَجْلِجُهَا فِي صَدْرِهِ وَمَا يَفِيصُ بِهَا لِسَانُهُ. رواه أحمد وابن ماجة .

    ومن بيانه عليه الصلاة والسلام أنه لا يُمكن أن يُؤخر ما يحتاج إليه الناس عن وقت الحاجة،  وهي القاعدة العظيمة:' لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة': ويجب على المفتين عندما يسألون، ويعرفون الحق أن يجيبوا بلا مواربة،  أن يجيبوا بلا تلاعب،  أن يجيبوا بصريح العبارة، أن يجيبوا جوابًا يفهمه الناس .

    إن من المصائب اليوم: أن يسأل بعض المفتين، فيسكت .

    ويسأل بعضهم، فيجيب إجابة مغماة معماة، لا يعرف ما هو القصد فيها .

    ومن أكبر المصائب في هذا الباب أن يسأل، فيجيب بالباطل؛ إرضاءً لفلان وعلان .

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة

    تعليقات الزوار ()