وكانت أوراقها تكثر ، و تكثر .
و كم حملت طيلة كل تلك السنوات من الثمار .. الثمار التي يأكلها كل من يقصدها . من : الناس والطيور والحشرات و الحيوانات التي تتراكض في البراري ...
اليوم : هاهي ترى النبتتين الصغيرتين تنموان
إنهما ليستا بعيدا عن جذعها ؛ إنهما هناك حيث الشمس ، على حدود ظل أغصانها ..
ليكن ؛
فهذا موقع مناسب لهما :
هما صغيرتان حتى الآن ، و تحتاجان إلى الرعاية !
في الوقت الذي كانت الشجرة العجوز تحدث فيه نفسها ، كانت النبتتان الصغيرتان تضجان بشجار طويل.
أما حول ماذا ؟
فقد ضحكت الشجرة الكبيرة ، و هي تهز الكثير من أغصانها ، و قالت :
-لماذا تتشاجران على الماء؟!
-أنا أشرب أولاً.. فأنا أكبر منها .. و أغصاني أطول !!
-نحن أختان !!
هذا ما قالته الشجرتان الغضتان !!
أما الشجرة الكبيرة ، فقد لمعت ضحكاتها من خلال بريق الأوراق ؛ قالت لهما :
-الماء للجميع .. وأنتما أيضا !!
-كيف؟!
-الأشجار تبدأ صغيرة ، و عارية .. و مع الأيام تلبس أوراقها ، و تزهو .. و مع الأيام تخضر الأوراق ، و تكبر ..
إحدى الشجرتين صاحت بفرح :
-الناس يحبون ظلال الأشجار!!
-كل الكائنات تحب ظلال أوراقنا !!
هكذا غردت الشجرة الصغيرة الأخرى !
الشجرة الكبيرة كانت مسرورة ، و هي تقول :
-مع الأيام تزهر الأغصان .. و ..
-الناس يستمتعون بروائح أزهارنا !!
-نعم .. يحبونها .. أزهارنا تتحول إلى ثمار ..
-الناس يتغذون منها .. و ..
-و حتى الكائنات الأخرى تأكل منها .. إن الأشجار مأوى للكثير الكثير..
-أوه .. نحن بيوت !!
-نعم الأشجار بيوت !!
-الأشجار مهمة في الحياة !!
نطقت الشجرة الكبيرة ذلك بوقار كبير ، ثم صمتت باحترام .
في هذه الأثناء ، كانت الشجرتان الصغيرتان تنظران إلى بعضهما كأختين متحابتين .. تبسمتا للشجرة الكبيرة ، و قالتا بصوت واحد :
-أنت أمنا أيتها المثمرة الطيبة .. لقد عرفنا أهمية وجودنا للآخرين .. سنشرب من مائنا ، و نأكل من هذه الأرض الكريمة..
- و نتعاون في مدَ ظلالنا للجميع..
-ونمنح الثمار للجائعين..
-نعم .. هذه هي حياتنا !