إن شراء السيارة يعتبر ثاني تكلفة كبيرة من المشتريات التي يواجها الناس بعد تكلفة امتلاك المسكن، إذا استبعدنا تكلفة الزواج والتعليم في حالة التعليم الخاص.
لذا فإن هذه التكلفة الباهظة تحتاج إلى دراسة متأنية، فهي تحتاج إلى مبلغ كبير وإلى استغلال جيد للمال المصروف فيها، فهي من السلع الاستهلاكية المعمرة، والتي تتناقص قيمتها سنة بعد سنة، وتحتاج إلى صيانة، أي أنها استثمار سالب، ولهذا فإن شراء السيارة يتطلب رؤية لتقليل المصاريف، بعكس فكرة الاستثمار الموجب الذي يسعى إلى تنمية وزيادة المال، فالسيارة سلعة مستهلكة، وتحتاج إلى مصاريف تتزايد مع تزايد عمر السيارة. لذا فإن قرار شراء السيارة هو استثمار ظاهره نتائج سلبية، ولكن يمكن بحسن الاختيار أن يختار الإنسان البديل الأفضل من بين العديد من البدائل المتاحة ليجعل منه استثمارا ليس في تنمية المال ولكن في الاستفادة منه، وفي استغلال النقود المتاحة أفضل استغلال أو العمل على تقليل الخسائر وضياع المال والبدائل المتاحة عديدة منها:
جديده أم قديمة؟
إن قرار شراء سيارة جديدة أو مستخدمة قرار يعتمد على مقدار المبلغ الذي يستطيع أن يدفعه المشتري، فقد يكون لديه المقدرة على شراء سيارة جديدة، وبذلك فإنه يحصل على ما يسمى راحة البال، فالسيارة الجديدة تعطي صاحبها ثلاث سنوات من الخدمة المميزة مع ضمانات الشركة المصنعة أو الوكيل.
ولكن راحة البال لها ثمنها، فإن السيارة الجديدة ستخسر 10% من قيمتها حال استعمالها في الشهر الأول، ومن ثم تتراجع قيمتها سريعا لتصل إلى 25% من قيمتها في السنة الأولى من عمرها، وتتناقص سنويا بمعدل5-7% لتفقد قيمتها بعد عشر سنوات، هذا مع وجوب العناية والصيانة الدورية للسيارة لتحافظ على بقائها.
هناك العديد من السيارات المستعملة معروضة للبيع، والسيارات المستخدمة دائما هي أقل سعرا من الجديدة، وبعضها يعتبر في حالة جيدة، وسعرها منخفض مقارنة بالجودة التي عليها السيارة. وتتميز السيارات المستخدمة والجيدة بأن سعرها يكون أقل من قيمتها الحقيقية، لأن هناك تخفيضا مقداره 25% من قيمة السيارة في سنتها الأولى.
الصيانة شر لا بد منه!
من الحكمة قبل شراء السيارة المستعملة أن يقوم الراغب في الشراء في البحث عن السيارة المناسبة، وسيجد أن هناك سيارات مناسبة سعرا وجودة أو عمرا، ويجب عليه أن يعلم أن السيارة المستعملة تحتاج إلى عمليات صيانة متوالية، وعليه أن يقبل بذلك، وأن يعرف مقدما أن الصيانة للسيارات المستخدمة هي في حدود 25% من قيمة القسط الشهري للسيارة الجديدة والمماثلة لسيارته، فلو كان قسط السيارة الجديدة هو 600 دولار شهري، فإن السيارة المستخدمة والتي لا يزيد عمرها عن خمس سنوات ستتكلف صيانتها ما يعادل 1800 دولار سنويا، وما قل عن ذلك فهو وفر له.
المستخدمة أفضل!!
عند تفضيل شراء سيارة مستخدمة يجب أن يعرف المشتري القيمة الأساسية للسيارة المباعة والقيمة الحالية في تقدير الشركة، فالسيارات لها استهلاكات معروفة، ويوجد كتاب رسمي عند جميع بائعي السيارات (والبنوك وعلى عدة مواقع على شبكة الإنترنت) وهو ما يسمى الكتاب الأزرق، يحدد فيه قيمة السيارة المستعملة، فنجد أن قيمة سيارة تويوتا كامري موديل 2000 هو مبلغ 12000 دولار، إذا كانت في حالة جيدة، ولم يتجاوز مجموع الكيلومترات عن 50 ألف كم، ومن هذا المبلغ يبدأ المشتري نقاش الأسعار. ومن المعروف فإن أسعار السيارات المستخدمة والتي يقدمها الوكيل هي أكثر ارتفاعا من أسعار السيارات التي يتم شراؤها من أفراد.
وعلى الراغب في الشراء أن يفحص السيارة عند شركة معتمدة تكون مسؤولة عن تقريرها، ويجب أن لا يستخسر المبلغ الذي يدفعه في فحص السيارة فهو جزء من الاستثمار والحرص على عدم إهدار ماله. وفي حالة رفض البائع فحص سيارته، فلا ينصح أبدا بشراء هذه السيارة.
البديل الآخر للشراء!
تقدم شركات بيع السيارات بدائل للراغبين في امتلاك السيارة، ومنها هي تخيير المشتري بين الامتلاك والتأجير. فيستطيع المستأجر استخدام السيارة ولا يمتلكها، بعقد لمدة ثلاث سنوات بشروط ميسرة، وهي أن يدفع رسوم التسجيل ويدفع مبلغ التأمين ومبلغ تأمين آخر للوكيل، وأن يلتزم بدفع الإيجار الشهري، وبعضهم يشترط عدم تجاوز عدد من الكيلومترات خلال فترة التأجير، كان يشترط عليه عدم تجاوز 12000 كم في العام.
ومن المتعارف عليه أنه يحق للمستأجر امتلاك السيارة في حالة رغبته بدفع مبلغ نهائي للوكيل عند نهاية عقد الإيجار.
وعادة فإن الوكيل يحسب حساباته على أساس أنه يحقق أرباحا، لذا فليس التأجير أقل تكلفة على المشتري، ولكن هناك مميزات للتمتع بالسيارة في ظل نظام التأجير
منها: أن المستأجر يستطيع تجديد سيارته كل ثلاث سنوات أو أربع حسب عقد الإيجار، فبذلك يتاح له التجديد والتبديل، كما أنه في حالة التجديد بسيارة جديدة يتمتع براحة البال لسنوات ثلاث أخرى. وليس مسؤولا عن بيع السيارة، فيمكنه التخلص منها بإعادتها الى صاحبها الذي يمتلكها.
خيار يحتاج الى تفكير!!
إن شركات تصنيع السيارات تقدم للراغبين في الشراء تشكيلات منوعة، وتمتاز كل شركة عن الأخرى بميزات منوعة يحتار المشتري أيها يختار، فهناك السيارات الفارهة والمريحة وهناك السيارات العملية، وهناك سيارات العائلة. وتمتد القائمة لتحتوي على أكثر من مائة بديل يقدم للمشتري.
إن شراء السيارة يجب أن يكون استثمارا واستغلالا جيدا للمال، ويجب فحص ودراسة جميع البدائل لمعرفة الأنسب والأفضل منها، فكل ميزة لها تكلفة، ويجب المقارنة بين الميزات المختلفة والوصول إلى أفضلها، ومن ثم متابعة قرار التنفيذ سواء بشراء الجديدة أو القديمة أو استخدام الإيجار أو استخدام سيارات النقل العام، فقد تكون هي الأفضل في كثير من الأوقات .