لملم الاوراق المتناثرة أمامه فى شئ من اللامبالاة ووضعها جانباً وهو يتمتم لنفسه: فشل أقصى فشل.
لم يكن يتصور وهو يصحح أوراق الطلبة أنهم بهذه الدرجة من السوء، أنهم لايعون مايكتبون، فقط يملئون كراسة الإجابة بأى كلام، المهم أن تصبح الكراسة مزدحمة بالعبارات والجمل التى لامعنى لها تذكر أيام الدراسة، وكم كان يعشق الاجتهاد والمثابرة والعرق والكفاح للوصول للحلم، للتعليم.
ولكن الآن أمام كومة من أوراق الطلبة الفاشلين ولت ايام الاجتهاد أنه الآن فى أيام الزخم، الزخم التعبيرى والنفسى والضعف كل شئ كل شئ أمامه لا يدعو للتفاؤل وجد نفسه يسحب كراسات الإجابة ويمسكها بين يديه ليضع الدرجات، سيضع لأول كراسة أجابة تقابله "ضعيف جداً " لن يلومه احد كلهم يستحقون "ضعيف جداً " مع الرأفة، رفع الكراسة بين يديه وحدق فى الأجوبة التى لا ترتبط بأى صلة لمعنى الاسئلة واخرج القلم الأحمر ليضع الدرجة وبغتة انتبه لنفسه، كيف يفسر لعميد الكلية فشل معظم الطلبة فى مادته ؟! كيف سيواجه لجنة التدريس، شرد لدقائق ثم وجد نفسه يستخدم القلم نفسه ليكتب على أول كراسة بين يديه درجة معينة وبلون أخر كتب "هلم جرا".