هل في حياتي عبرةٌ لمن اعتبر
أم كان عمري كأس ماء فانهدر
إني رأيت من الرجال ثلاثةً
قسّمتهم تبعاً لأخذِهُمُ العِبر
فمجربٌ أو جاهلٌ أو معتبِر
كلٌ يظنُّ جوادَه ما قد عثر
أما المجرب قد تراه مكّذباً
قولَ الكثيرِ وإن هُمُ صدقوا الخبر
حتى إذا نزل البلاءُ بداره
ليقول إن الدهر عسّافٌ أمرّ
ورأيت معتبِراً بسيرةِ من مضى
قد صار معتبَراً لبعدٍ في النظر
فإذا أتاك المرئ ليس مجرباً
أو ليس معتبِراً فقد لزم الحذر
إن الجهالةَ لا تضرُّ رجالها
وترى أذاها حول صاحبها انتشر
ورأيت من يهوى الخلود فإنه
يمشي طريقاً لم يسافرها بشر
إن شِئتَ تجربةً فلا بمضارةٍ
أو شِئتَ تسليماً بما جابَ القدر
فالكلُّ منفعةٌ لنفسكَ صاقلٌ
إلا الجهالةُ ما لصاحبها مَفَرّ
ويكاد يقتلني عظيمُ تساؤلٍ
هل من جواب للسؤال المنتظر
هل في حياتي عبرةٌ لمن اعتبر
أم أنني كسرابِ ماءٍ في سفر
فاصون نفسي عن وقوع مآثمٍ
علماً بأنَّ العمرَ لم يفنى هدر
إن كان نفعي في حياتي ناقصٌ
حسبي حياةٌ لم يخالطها ضرر