بتـــــاريخ : 11/8/2008 8:51:32 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1587 0


    سارة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : محمد سنجر | المصدر : forums.m7taj.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة سارة

    ذهبنا على مضض إلى موقف الحافلات ...
    أقدم رجلا بينما أؤخر الأخرى ...
    اختنقت الحروف خارجة من بين شفتيها )
    ـ لا مفر ؟
    ( هززت رأسي بالنفي ...
    ترقرقت الدموع بعيني ...
    حاولت التماسك ... )
    ـ هيا .. علينا أن ننهي هذا الأمر
    ( مسافرة هي ...
    ستنخلع اليوم من بين أحضاني ...
    كتب عليها اليوم الولوج في مستقبلها المجهول ...
    قلق يفترسني لرحيلها ...
    و لكن لا مفر .. هذه هي الحياة )
    قالت :
    ـ أمازلت مصرا على سفري وحيدة ؟
    ـ سأبحث لك عن رفيقة .
    ( صعدنا إلى الحافلة ..
    وجدت أخا يجلس بجوار زوجته ...
    سألته :
    ـ ( سارة ) مسافرة بمفردها فهل تسمح لها بالجلوس بجوار زوجتك ؟
    رد و كأنني سببته :
    ـ لا .. لا .. عفوا .. لا أسافر إلا بجوار زوجتي .
    صفعني رده ..
    تركته
    ذهبت أفتش بين الركاب ..
    وجدت ( سارة ) أخرى تجلس وحيدة هناك ..
    ذهبت إليها ..
    ـ السلام عليكم .
    ـ و عليكم السلام و رحمة الله .
    ـ هل من الممكن أن تجلسي بجوار هذه الفتاة هناك ؟
    ـ و رقم المقعد ؟
    ـ لا عليك ... سأستأذن صاحب المقعد كي نبادله البطاقة .
    ذهبت أبحث عن صاحب المقعد ..
    وجدت أخا يمسك بطاقة يبحث عن مقعده ..
    اعتقدت أنه ضالتي ..
    ـ هل يمكن أن نبادل المقاعد ؟
    ـ أية مقاعد ؟
    ـ هذا المقعد هنا بهذا المقعد بجوار الفتاة هناك .
    ـ و لكن مقعدي لا هذا و لا ذاك .
    ـ أرجو المعذرة .. لقد أخطأت التقدير .
    ( نزلت من الحافلة .. ذهبت في اتجاه غرفة حجز البطاقات .. )
    سألت الرجل هناك :
    ـ هل من الممكن أن اشتري بطاقة المقعد ( 42 ) ؟
    ـ لا مانع .
    ( ناولته النقود .. ناولني البطاقة ..
    نظرت إلى الحافلة .. مازال هناك بعض الوقت ..
    من الممكن أن أؤمن لها بعض الطعام و الشراب ..
    ذهبت إلى أحد الباعة . )
    ـ أعطني بعضا من هذا و هذا أيضا .
    ـ أربعة جنيهات و نصف .
    ( ناولته النقود و ذهبت .. و لكن ... )
    ـ أين الحافلة ؟
    ( وجدت الحافلة ترحل بعيدا .. جريت وراءها )
    أصرخ :
    ـ انتظر ، انتظـــــــــــر ،
    ســــــــــــــارة ، ســــــــــــــــــــــــــارة
    ( ضاعت صرخاتي أدراج الرياح ..
    جريت محاولا اللحاق بالحافلة ..
    ابتعدت الحافلة أكثر فأكثر ..
    أرى ( سارة ) خلف زجاج النافذة ..
    واقفة هي بجوار الباب ..
    تتردد بين النزول إلى الماضي أو الرحيل إلى المستقبل ..
    تساؤلات كثيرة خرجت من عينيها استقرت بقلبي )
    ـ ماذا أفعل يا والدي ؟
    هل أستمر أم أبقى ؟
    صرخت ملوحا :
    ـ لا يا ســـــــــارة .. لا ..
    لا تنزلي .
    ( انفطر قلبي حزنا ..
    لهثت جريا ..
    دعوت الله ألا تنزل من الحافلة .. دعوت و دعوت ..
    النزول من الحافلة أثناء سيرها تهور يؤدي إلى الموت .. )
    ـ لا يا ســـــــــــارة لا .. أرجوك يا ابنتي ..
    لا تنزليـــــــــــــــــــــــن .
    ( تعثرت قدمي .. هويت مرتطما بالأرض ..
    اختلط بفمي طعم الدم بالتراب ..
    نظرت إلى الحافلة التي ابتعدت أكثر فأكثر ..
    بالكاد التقت عينانا خلال النافذة )
    ـ لا يا سارة لا ..
    أكملي رحلتك يا ابنتي ..
    أرجوك أكملي رحلتك ..
    أستطيع تدبر البقية من حياتي ..
    عليك أن تبدئي حياتك أنت أيضا ..
    هذا قدرك يا ابنتي ..
    بالله عليك .. أكملي طريقك .. أكملــــــــــــــي
    ( وجدت الحيرة تتردد بعينها ..
    أخيرا استسلمت لقدرها المحتوم بالرحيل ..
    نجمة لمعت بين مقلتيها ..
    ترقرقت صورتها بمقلتي ..
    تلاشت رويدا رويدا رويدا

    كلمات مفتاحية  :
    قصة سارة

    تعليقات الزوار ()