أولاً: من الأخطاء التي وقع فيها السائل أنه حاول تفسير النصوص بالتقسيمات الجغرافية الحادثة بعد نزول القرآن الكريم بقرون, ولم يدرك أن طور سيناء في عصر نزول القرآن كان يراد بها القطاع الشمالي الشرقي لمصر, فيدخل فيه سيناء وجزء كبير من فلسطين. ومن ثم قال العلماء: لا تعتمد التقسيمات السياسية الحديثة التي فصلت الديار بعضها عن بعض بل إن مصر في الأصل كانت تمتد إلى هدا الحد، أما تقسيمات سايكس بيكو فلا يمكن تفسير النصوص المقدسة عليهما" (1)
الثاني: السائل لم يفهم المراد بالإخراج في الآية الكريمة وأنه يراد به إخراج هذه الشجرة أول خروج, ثم انتشارها بعد ذلك في باقي الأرض. والمعنى هو أن الله سبحانه وتعالى أنشأ لعباده هذه الشجرة المباركة أول ما أنشأها في طور سيناء حيث كان ابتداء نشأتها من هذا المكان. فالله خلق أول شجرة الزيتون في طور سيناء(2) وإنما أضافها (الشجرة) الله تعالى إلى هذا الجبل؛ لأن منها تشعبت في البلاد وانتشرت؛ ولأن معظمها هناك" (3)
الثالث: أن السائل هنا غير عالم بالحقائق الجغرافية, فزيتون سيناء من أجود أنواع الزيتون على مستوى العالم. ففيها نوع من الزيتون المعروف خطأ باسم "الزيتون الأوروبي" ( Olea europaea) والذي كان من الأصح تسميته باسم "الزيتون السينائي" (Olea sinaensis )؛ لأن زراعته انتقلت أصلاً من شبه جزيرة سيناء إلى باقي أجزاء حوض البحر الأبيض المتوسط.(4)
الهوامش:
-----------------------
(1) حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين 459
(2) التحرير والتنوير 18 / 34 ، 35
(3) مفاتيح الغيب 23 / 90
(4) مقالة للدكتور زغلول النجار نشرت في جريدة الأهرام بتاريخ 2/6/2003 ص12
|